لا تتمسّكوا بِحقوق عبادة وإكرام الذين ساقوكم إلى قضاء حياتكم دون فائدة، بل تعالوا إلى الله الآب ، فهو بإنتظاركم لأنّكم أبنائِهِ.
كم هو جميل أن نفكّر بأنّ هناك أباً يرى كلّ شيء، ويعرف كلّ شيء، ويدبّر كلّ شيء، كامل الصلاح، وسريع المغفرة، يُعاقب بكلّ تأنٍّ وعلى مضض.
الآب لا يُريد أن يتركننا في عزلة وفي متاعب الحياة.
تعالوا إليه سيُسهّل حياتكُم القاسِية، ويَسكّركُم بحبِّهِ الأبويّ، ويَجعلكُم سُعداء في الزمان والأبديّة.
والذين فقدوا الإيمان ويَعيشوا في الظلمة، فليرفعوا عيونهُم وسترون نوراً ساطِعاً آتِياً لِيُنيركم.
الآب هو الشمس التي تُنير وتدفئ.
أُنظروا وستعرِفون هو أبوكم وخالقكم، إلهكم الوحيد.
ولأنَهُ يُحبّكم، آتى وأحبّ البشرية ويطلب منا أن نحبّهُ ليخلصنا جميعنا.
الله الآب يتوجه إلى كلّ البشر في العالم أجمع، مطلقاً نِداء حُبِّهِ الأبويّ، هذا الحبّ الأبديّ، الذي يشتاق أن نُدرِّك أنّه حقيقة أبديّة.
الحب ، الحُب ، والحُب دائماً، على البشرية أن تُحب الآب، الآب يُناشدكُم أن تعملوا على معرفة هذا الحبّ الأبويّ الذي يَكنّه لكلّ البشر ، يجب أن تعملوا لكيّ تتحقّق مشيئتَهُ في البشر.
وإنّ مشيئتهُ هي أن يَكون معروفاً ومكرّماً ومحبوباً.
لا تدعوا حبّهُ دون عمل لوقتٍ طويل، لأن الآب يَتلهّف شوقاً لأن يَكون محبوباً!
إنّ النفوس في حاجة إلى لمسات إلهيّة، وقد جاء الوقت، فلا ترهبوا شيئاً، الله الآب هو أبوكم وسيعينكم في جِهادكم وعملكم.
سيعضدكم دائماً ويجعلكم تشعرون منذ الآن بِسلام وفرح النفس، ويجعل أعمالكم تأتي بِثمر وفير: عطيّة لا تُقدَّر بِثمن، لأنّ النفس التي تكون في السلام والفرح تذوق طعم السماء مقدّماً في إنتِظار الجزاء الأبديّ.
لو استطاع البشر الدخول إلى قلب يسوع بأشواقه ومجده، لعرِفوا أنّ شوقه الأكثر قوّة هو تمجيد أبيهِ السماوي الذي أرسله، وفوق كلّ شيء عدم إعطائه مجداً ناقصاً كما كان الحال إلى اليوم، بل مجداً كاملاً، كما يجب على الإنسان أن يعطيه كأب وخالق، ومبدع خلاصهم علاوةً على ذلك!
لو يعرف كلّ العالم، أنّه هناك إلهٌ وخالقٌ.
هذا الإله، الذي سيخاطب جهلهم مِراراً، هو مجهولٌ بالنسبة لهم، وهم لا يعرِفون أنّهُ أبيهم. آمــــــــــــين.