والآن بعد أن عرفنا أنّ ابنَهُ الوحيد يسوع يُمثّلهُ بين البشر، ويسكن بِواسِطته بينكم، يُريد أن تَعرِفوا أيضاً أنّهُ سيكون بينكم بِواسِطة روحِهِ القدّوس.
إنّ عَمَل الأقنوم الثالث من أُلوهيّتَهُ يجري بِهدوء ولا يحسّ به الإنسان غالباً.
ولكنّهُ بالنسبة للآب السماوي وسيلة مُناسِبة جدّاً لكي يَكون في نفوس جميع الذين هم في حالة النعمة، لِيَتَوطّد فيهم عرشَهُ ، ويسكن فيكم دائماً كالآب الحقيقيّ الذي يحبّ أبناءه ويحفَظَهم وَيُعينهم.
لم يفهم أحد بعد رغبتَهُ اللامحدودة لقلبَهُ الأبوي الإلهي بأن يَكونَ معروفاً، محبوباً ومكرّماً من كل البشر، الصالحين والخطاة.
يُريد الآب السماوي أن يَحصل على هذه الهدايا الثلاثة من البشر، لكي يكون دائماً رحيماً وعطوفاً حتّى تجاه أقصى الخطأة.
- وتعرف الغالبيّة العُظمى من الناس كلّ هذه الأحداث، ولكنّها تجهل جوهرها: لقد كان الحبّ هو الذي يقودها.
نعم، هو الحبّ، وهذا ما يُريد أن يؤثِّر عليكم.
هذا الحبّ قد نُسيَ الآن.
ويُريد الآب السماوي أن يُذكّركم به حتّى تتعلّموا كيف تعرفونَهُ ، هكذا كما هو ، وحتّى لا تكونوا عبيداً خائفين من أبٍ يحبّكم بهذا المقدار.
إنّ دم ابنِهِ الرب يسوع الذي يُسْفَك كل لحظة لأجلِكم، هو أعظم وسيلة لخلاصكم، رغمَ كلّ سقطاتِكم، شرط أن تطلبوه عن طريق التوبة. آمــــــــــــين.