الهدف الحقيقي من كلامي أنا الخوري جان بيار الخوري بكل تواضع، عن الله الآب السماوي الـقـُدُّوس هو لأبدّد الخوف الذي يعتري البشرية مِنّهُ ، ولأُظهر لهم أنّ فرح الآب هو أن يُعرَف وأن يُحَّب من أولادِهِ ، أي من كل البشريّة، الحاضِرة والمستقبلية.
آتى الله الآب ليَحمل الرجاء للأُمم والشعوب.
فكم من أناس فقدوا الرجاء منذ زمن طويل! ذلك الرجاء الذي سيجعلهم يعيشون في سلام وأمان مجاهدين لأجلِ خلاصهم.
آتى لتعرِفَهُ البشرية كما أنا تعرفت عليه من خلال إبنه الوحيد الرب يسوع ، أولاً مِن خلال الإفخارستيا.
ولتزداد ثقة الناس فيهِ وحبّهم لهُ ، فهو أبوهم الذي لا همَّ لهُ سوى أن يسهر على كلّ البشر وأن يحبّهم كأولادِهِ.
وكما يَستمتع الفنّان بالتأمّل في لوحةٍ رسمها، فإنَّ الآب السماوي أيضاً يُسَرُّ ويَفرَحُ لحضورِهِ بين البشر أعظم مخلوقاتِهِ.
الوقتُ يمضي، ويتمنّى أن يعرف الإنسان في أقرب وقت ممكن أنّهُ يُحبّه، ويَشعر بِسعادة غامرة في البقاء معهُ ومُحاورته، كالآب مع أبنائِهِ.
هو الأزليّ.
خَلَق الإنسان وَسُرِرْ جِدّاً بعملِ يديّه هذا ما يقولهُ الكتاب المقدّس.
لَكنّ الإنسان أخطأ، وفي تلكَ اللحظة بالذات تجلّى كرم الآب السماوي اللّامحدود.
خلق واختَار أنبياء في العهد القديم ليعيشوا بين البشر.
قال لَهُم رغباتِهِ ، حتّى يُبَلِّغوها إلى الجميع.
وكُلّما ازداد الشرّ، كانت مَحَبَّتَهُ تَدفَعُُهُ بِصورة أكبر للإتصال بِنفوس بارّة، لِيُبلّغوا وصاياه إلى من كانوا يُشيعونَ الفَساد والفوضى.
أحياناً يضطر الآب السماوي أن يَكون قاسياً لإصلاحهم لا لِمُعاقبتهم لأنَّ ذلكَ سيؤذيهم فقط، بل أراد الله أن يَنتِشلهم من الرذيلة، وقِيادتهم إليهِ فهو أبيهم وخالقهم الذي نَسوه وأنكَروه لِجُحودِهم.
وَبَعدَ فترة من الزمن، غَمَرَ الشرّ قلوب البشر، إلى درجة إنّهُ اضطر إلى إرسال الكوارث إلى العالم، لكي يتَطهّر الإنسان عبر الآلام أو من خِلال فقدان أموالِهِ أو حتّى حَياتِهِ: فكان الطوفان وتدْمير صادوم وعامورة والحروب.
أراد دائماً أن يبقى بين البشر في هذا العالم.
وكان أثناء الطوفان مع نوح البارّ الوحيد آنذاك، وفي الكوارث الأُخرى أيضاً كان يجد دائماً أحد الأبرار ليَسكُن عندَهُ، وكان من خلاله، يَسكُن بين الناس في ذلك الزمان، ودائماً هكذا.
يُطهّر العالم مِراراً من الفساد بفضل محبّتِهِ اللامحدودة تجاه البشر.
كان يُداوم على إختيار بعض النفوس التي كان يُسَرُّ بها، حتّى يَستطيع من خلالها أن يَفرح مع مخلوقاتِهِ من البشر.
وكان الله الآب يعطي وعود للعالم بالمسيح يسوع.
وأي شيء لم يَفعل ليُعِّد مجيئهُ؟ لقد كان يَظْهِرُ ذاتَهُ في الأشخاص الذين كانوا يمثّلونه من آلاف السنين قبلَ مجيئهِ.
فمن هو هذا المسيح؟ من أين يأتي؟ ماذا سيفعل؟ من سيُمثّل؟المسيح هو الله.
* من هو الله.
إنّهُ أقنوم الثاني من الثالوث الأقدس إنه إبنهُ الوحيد الأذلي ، الله هو الآب والإبن والروح القدس. من أين يأتي أو من رتّب مجيئه بين البشر؟هو الله الآب ، أبوه، الله.
من سيمثّل على الأرض؟ أباه: الله.
ماذا سيفعل على الأرض ؟سيعمل على معرفة ومحبّة الآب: الله. ألم يقل: " ألا تعرِفون أنّهُ ينبغي أن أكُونَ في مَا لأبي؟"، (لوقا ٢ / ٤٩ )، ويقول الرب يسوع : " إنّي لم آتِ لأصنع مشيئتي، بل مشيئة أبي الذي أرسلني" ، " كلّ ما تطلبون من الآب بإسمي سيعطيكم أيّاه " ، " صلّوا إليه هكذا : أبانا الذي في السموات…".
وفي مكان آخر، لأنّه أتى لِيُمجّد الآب السماوي ويُعرّفه للناس، قال : " من رآني فقد رأى الآب " ، " أنا في الآب والآب فيّ " ، " لا أحد يأتي إلى الآب إلّا بيّ"، (يوحنا ١٤ / ٦ )، " من كان معي فهو أيضاً مع أبي "…
أُنظروا، أيّها الناس، إنّه منذ الأزل لهُ رغبة واحِدة، وهي أن يُعرِّف ذاتَهُ للبشر، وأن يَجعلهم يحبّونَهُ ، آملاً أن يَمكث على الدوام بينهم. آمــــــــــــين.