إنّ اسم "الآب" ليس مجرد لقب فخري يعلن أبوة الآب للخليقة، ولكنه يعلن ما هو أعظم من ذلك بكثير، إنّ الله هو أبو ربنا يسوع المسيح، أي أن الآب له ابن خصوصي والأبوة في الله ليست مستحدثة لسبب وجود الخليقة بل هي أقنومية للآب، والتي تعلن في آن واحد أن الله هو ثالوث في جوهر واحد، وجوهر واحد في ثلاثة أقانيم غير منفصلة.
وقد أوضح الكاتب المُلهم بالرسالة إلى أهل العِبرانيين ، أهمية فهم هذه العلاقة بين الآب ويسوع فقال : "لأنه لمن من الملائكة قال : أنت ابني أنا اليوم ولدتك.
وأيضًا أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا." ( عب ١ / ٥-٨ ).
لذلك فإن تمجيد الابن هو تمجيد للآب، وتمجيد الآب هو تمجيد للابن لسبب وحدانية الجوهر الإلهي.
فمجد الآب والابن والروح القدس هو مجد إلهي واحد.
وبهذا نفهم معنى الحوار الذي دار بين الابن والآب "أيها الآب مجد اسمك.
فجاء صوت من السماء مجدت وسأمجد أيضًا" ( يوحنَّا ١٢ / ٢٨ ) إنه وعد من الآب بتمجيد اسمه من خلال ابنه الوحيد "ليمجدك ابنك أيضًا" ( يوحنَّا ١٧ / ١ ).
فالآب يمجد الابن ليتمجد الآب بالابن. وهكذا يكون مجد المحبة الأزلية. آمــــــــــــين.