إشارة الصليب بشكلها الخارجي هي إعلان إيماننا واتّحادنا بيسوع المصلوب، الذي هو «قوّةُ الله وحكمةُ الله» بوجه كلّ ضعف وجهالة ( ١ كور ١ / ٢٣ ).
فنقول «نعم» بشكل منظور وعمومي ليسوع الذي تألّم من أجلنا بجسده وأظهر لنا محبّة الله حتّى النهاية، فنعلن قبولنا معه صليب الألم والفداء في حياتنا الخاصّة، ونعلن مشاركتنا في محبة الله الخلاصيّة.
ونؤكِّد ملتزمين بأنّ الله يحكم العالم بتواضع الألم والحبّ.
ففي مظهر الضّعف هو كلّي القدرة، وفي مظهر العجز يستطيع أن يُخلّص كلّ واحد منّا.
بإشارة الصليب نضع ذواتنا تحت حمايته وتحت قدرة الله، ونسير في طريق الحياة على خُطاه، وفقًا لدعوته:«من أراد أن يتبعني، فليضحِّ بنفسه، ويحملْ صليبَه ويتبعْني» ( مرقس ٨ / ٣٤ ).
إشارة الصليب مع الكلمات هي إعلانُ إيمان بالله الثالوث: الآب والابن والرّوح القدس.
وعندما نستعمل الماء المبارك مع هذه الكلمات، عند مدخل الكنيسة أو في بيوتنا، فلكي نتذكّرَ معموديّتنا، حيث كلَّلتنا محبّةُ الآب، وافتدتنا نعمةُ الإبن وأحيتنا شركة وحلولُ الرّوح القدس.
ونتذكّر بنوع خاصّ أنّ المعمودية أشركتنا في موت يسوع وقيامته، وأعطتنا قدرة الإنتصار على التجربة والنهوض لحياة جديدة؛ وبتعبير ماربولس ، مكّنتنا من أن «نخلع عنّا باستمرار الإنسان العتيق ونلبسَ الإنسان الجديد».
هذا كلُّه يعني أنّنا نعيش بشكلٍ دائم تحت مفعول الحدث الإلهي الذي تمّ يومَ معموديّتنا.