HTML مخصص
09 Sep
09Sep

يقول القدّيس أغوسطينوس ، وعندما نجد الله في داخلنا، نعرفُ حقيقة ذواتنا، الصليب هو الرّمز الأساس للحياة المسيحيّة والاحتفال الليتورجيّ. 

هو رمز الانتصار على الموت بالحياة التي منحنا إيّاها الرّبّ يسوع، ورمز القربان وتقدمة الحمل النقيّ المذبوح لأجل فدائنا وخلاصنا؛ هو نبع الغفران وراية السّلام وعلامة المصالحة بين جميع الشّعوب الذين جعلهم واحدًا.

الصّليب في التّقاليد المسيحيّة الأولى، لا سيّما في اللاهوت الأنطاكي السّرياني، هو علامة الحضور الإلهي، يرافق كلّ الإحتفالات اللّيتورجيّة: في القدّاس وفي سائر الأسرار والرّتب الطّقسية.

من الصّليب تنبع الحياة اللّيتورجيّة وتأخذ سائر الرّموز كامل معانيها.


إنّنا نحثُّ الجميع على رسم إشارة الصّليب في الإحتفالات اللّيتورجيّة وخارجها، بشكل واضح وبخشوع.

وندعوهم، وبخاصة الوالدين المؤتمنين على نقل وديعة الإيمان، لرسم إشارة الصليب في بيوتهم، قبل تناول الطعام وبعده، وفي مختلف مرافق الحياة اليوميّة، فيعيشوا دائمًا في حضرة الله؛ لأنّنا بإشارة الصّليب نستحضر الثالوث الأقدس الآب والإبن والرّوح القدس، ونلبس قوّة من العلاء (لوقا  ٢٤ /  ٤٩ )، لأنّ الصليب قوّة الله (١ قورنتوس ١ / ١٨ )، وقوّة الكنيسة، وهو فيها بمثابة الصّارية في السفينة، على ما يقول الطوباوي  البطريرك أسطفان الدّويهي، إلى جانب جسد يسوع ودمه؛ وهو الجسر الذي نعبر عليه من دُنيانا إلى السّماء، كما ننشد في ليتورجيّتنا المارونيّة. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.