هناك عدد كبير من القديسين الغير معروفين ومن دون تذكار خاص بهم، لذلك اقام البابا بونيفاسيوس الرابع ( ٦٠٨-٦١٥ ) تذكاراً شاملا لهم فحوّل هيكل الآلهة الكذبة المعروف (بابانتيون) في روما الى هيكلٍ مسيحيّ وكرّسه معبداً لإكرام سيدتنا مريم العذراء وجميع الشهداء ونقل إليه رفاتهم وعيّن لهم عيداً خاصاً، أسماه "عيد جميع القديسين" في ١٢ أيار.
وفي السنة ٧٣١ خصّص البابا غريغوريوس الثالث، في كنيسة مار بطرس، معبداً لتكريم جميع القديسين.
وفي السنة ٨٣٧ : زار البابا غريغوريوس الرابع فرنسا وأدخل هذا العيد فيها، وعيّن له اليوم الاول من تشرين الثاني".
أما تذكار الموتى وهو اليوم الثاني من تشرين الثاني:
المطهر عقيدة إيمانية علّمتها الكنيسة في مجمع فلورنسا (سنة ١٤٣٨)، وفي المجمع التريدنتيني في دورته الخامسة والعشرين ( سنة ١٥٦٢ - ١٥٦٣ ).
تعلّم العقيدة أنّ الذين يموتون في حالة النعمة وصداقة الله، ولكن غير منقّين بالكامل، ولو كان خلاصهم الأبدي أكيدًا، إنّما يخضعون بعد موتهم، لتطهيرهم من خطاياهم، لكي ينالوا القداسة اللازمة من أجل الدخول في سعادة السماء ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ١٠٣٠ ).
أما القدّيس يوحنا فم الذهب كان يوصي بمساعدة موتانا بالصلوات التي نقدّمها من أجلهم.
في رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل كورنتس إشارة إلى نار المطهر إذ يقول أن "الذي يخلص، إنّما كمن يمرّ في النار" ( ١ كور ٣ ).
إنّ الصلاة من أجل الموتى تندرج في شركة القدّيسين أي في صلاة التشفّع من أجلهم التي هي مشاركة في صلاة المسيح الذي يشفع من أجلنا.
بقوّة شركة القدّيسين توكل الكنيسة موتاها لرحمة الله، وتقدّم من أجلهم أعمال رحمة وذبيحة القدّاس. آمــــــــــــين.