"أنا بحسب نعمة الله التي أوتيتها كبناء حكيم وضعت الأساس وآخر يبني عليه فلينظر كل أحد كيف يبني عليه ، إذ لا يستطيع أحد أن يضع أساساً غير الموضوع وهو يسوع المسيح.
فإن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهباًَ أو فضة أو حجارة ثمينة أو خشباً أو حشيشاً أو تبناً.
فإن عمل كل واحد سيكون بيناً لأن يوم الرب سيظهره إذ يعلن بالنار وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو.
فمن يبقى عمله الذي بناه على الأساس فسينال أجره.
ومن احترق عمله فسيخسر إلا أنه سيخلص ولكن كما يخلص من يمر في النار".
يقول مار بولس بأن عمل الذي يبشر بالإيمان بانياً على الأساس الذي وصفه الرسول نفسه، والذي هو المسيح، سوف يمتحن بالنار في يوم الدين فإذا أثبت العمل لامتحان النار فسينال العامل مكافأة وإلا فسيخسر أي أنه لا ينال مكافأة.
لكن الذي لا يثبت عمله لامتحان النار، أي يكون قد أساء عمله فسيخسر إلا أنه سيخلص، ولكن كما يخلص من يمر في النار.
أي أنه سيبلغ الحياة الأبدية إذا ما أظهر امتحانه بالنار أنه أهل للحياة الأبدية.
وأغلب المفسرين الكاثوليك يرون في امتحان النار هذا تطهيراً عابراً يقوم على الراجح بمحن شاقة ستحل يوم الدين بالذي أساء البناء، ويستنتجون من ذلك أن الذي يموت وعليه خطايا عرضية، أو في ذمته عقابات زمنية، عليه أن يتحمل بعد الموت عقاباً وقتياً مطهراً.
فما الفرق بين نار المطهر ونار جهنم إذاً؟ «لا فرق بين النار التي تُهلك في جهنم، والنار التي تُطهر في المطهر، والنار التي تُسعد في السماء.
نحن الذين نختلف أمام المحبة الثابتة اللامتناهية: فإن كنا مخالفين تماما للمحبة عذبتنا نار الله، وإن كنا قادرين على التطهر، طهرتنا هذه النار، وإن كنا متحدين بالله، أسعدتنا هذه النار».
إذاً النار هي نار المحبة الإلهية التي تطهر، فالمطهر هو محبة مُطَهِرة لابد للإنسان أن يجتازها ليدخل ويشارك الله محبته الكاملة، كالذهب الذي لابد أن يجوز في النار كي يتنقىّ.
"لايوجد سوى نار واحدة، هي نار حب الله – نار واحدة هي سعادة للبعض، وللبعض الآخر رعب – نفس النار – ليس ثمة اثنتان – وهي هذه النار التي تسبب آلامهم.. التي تود لو أنها تخترقهم، بقدر لو كان ثمة منفذ تدخل عن طريقه - يوم ممات الشخص، يوم مجيء الرب، يوم الدينونة العامة. آمــــــــــــين.