HTML مخصص
02 Nov
02Nov

إنّهُ شهر نفوس المطهرية يَطِّل علينا  نصلي لأجله. 


لم تكن قد وضحت قبل ذلك فكرة الثواب والعقاب، لأن الفكرة السائدة كانت فكرة الجحيم. 


وفي هذا المكان كان يوجد الأبرار والأشرار معاً ولكن عند موت هؤلاء ظهر السؤال أن هؤلاء ماتوا شهداء فما مصير هؤلاء والأباء قبل ذلك ؟ وهنا رأي يقول عن هذه الآية ويبدأ بالسؤال : ما هي الخطيئة التي تقدمت عنها الذبيحة : أكانت مميتة أم عرضية؟ لابد أنها خطيئة عرضية لأن الخطيئة المميتة لا يمكن حلها بعد الموت بالإجماع، فكانت إذاً خطيئة يمكن حلها بعد الموت وهذه نسميها عرضية.

ثم من تعرقل بهذه الخطيئة أين يكون أفي السماء فالأبرار لا يحتاجون إلى حل لأن خطاياهم قد تطهروا منها قبل دخولهم إلى السماء أفي جهنم ولكن الهالكون الذين انتقلوا وهم في الأثام فهم يتعذبون بنار أبدية لا تطفأ فهو إذاً في مكان غير السماء وغير جهنم.

حيث يمكن الوفاء عن الخطية وهذا المكان إنما نسميه مطهراً. 


قصة من المكابيين: جاء في سفر المكابيين ( ١٢ / ٣٨ -٤٥ ) عن حروب يهوذا المكابي أنه وجد في ثياب جثث القتلى من جبشه بعض التمائم مما تحرمه شريعة اليهود (تثتية ٧ / ٢٥ )، فتبين هو وجيشه أنها السبب في قتلهم. ثم أخذوا يصلون ويبتهلون أن تمحى تلك الخطيئة المرتكبة محواً تاماً".

"ثم جمع من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع ألفي درهم من الفضة.

فأرسلها إلى أورشليم لتقدم بها ذبيحة عن الخطيئة.

وكان عمله من أحسن الصنيع وأسماه على حسب فكرة قيامة الموتى.

لأنه لو لم يكن يرجو قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من أجل الموتى أمراً سخيفاً لا طائل تحته.

وإن كان عد أن الذين رقدوا بالتقوى قد أدخر لهم ثواب جميل، وكان في هذا فكر مقدس تقويّ.

ولهذا قدم ذبيحة التكفير عن الأموات ليحلوا من الخطيئة". 


فهذه القصة تدل على الإيمان بقيامة الأموات، وفائدة الصلاة من أجل الراقدين، ووجوب تقديم الذبائح عنهم.

كذلك فإنها تدل على أن كنيسة اليهود كانت ترفع الصلاة من أجل الراقدين في القرن الثاني قبل الميلاد [باستثناء الصدوقيين الذين ينكرون قيامة الأجساد، ويقولون بموت النفس مع الجسد، ويذكرون وجود الملائكة والأرواح] ففي العهد القديم نقرأ  أن بنى إسرائيل والملوك والانبياء اعتادوا أن يصوموا ويصلوا من أجل الراقدين وكان لهذه العبادة اعتبار خاص عندهم فاهل يابيش جلعاد صاموا"وصلوا طبعاً" سبعة أيام على شاول وأبنيه،  وكما صام داود ورجاله ، لما مات أبتير رئيس جيش إسرائيل (٢ صمؤيل ٣ / ٣٥ ).

مع أن والده الذي كان يصلى ويطلب بصوم أن يبقى حياً لم يصم من أجله بعد موته ( ٢ صمؤيل  ١٢ / ١٠ و ٢٠). 

ان شعب الله في ايام يهوذا المكابي قدموا قرابين وصنعوا احسانات من أجل نفوس الراقدين ( ٢ مكا ١٢  / ٤٣ - ٤٦). 

وقد مدح الرجل على ذلك وحسب عمله مقدساً وتقوياً – ولا محل للاعتراض بعدم قانونية هذا السفر فان المسيح نفسه وافق على ما جاء به حيث أنه حضر عيد التجديد الذي كان رسمه يهودا المكابي راجع ( ١ مكا ٤ )؛ ( ٢ مكا ١٠ )  مع ( يوحنا  ١٠ / ٢٢ ) ؛ ( عب ١١ / ٣٤ )  مع  ( ٢ مكا ٦و ٧ و ١٠ ).

والبروتستانت يستشهدون به،  آمــــــــــــين.

أحد مبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.