HTML مخصص
02 Nov
02Nov

 إنّهُ شهر نفوس المطهريّة. 


آتى في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الآتي :

"الّذين يموتون في نعمة الله وصداقته، ولم يتطهروا بعد تطهيراً كاملاً، وإن كانوا على ثقةٍ من خلاصهم الأبدي، يخضعون من بعد موتهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء". 

إن المطهر هو حالة تكفير، هذا التكفير يؤدي إلى تطهير النفس تطهيرًا كاملاً، ينقلها إلى القداسة والحياة مع الله إلى الأبد، ويشترك المؤمنون في مساعدة الإنسان الذي بدأ حالة التطهير، بتقديم الصلوات والصدقات لله، حتى يشترك في السعادة الأبدية، ومن هنا نفهم أهمية الصلاة من أجل المنتقل، سواء في الجنازات أو القداسات، وما يصنعه أهل المنتقل من صدقات.

هذا التكفير، الذي قد يبدأ على الأرض، يكتمل بعد الانتقال من هذا العالم.

ولهذا ترى أن الكنيسة الجامعة منذ عصر الرسل إلى الآن تقدم الذبيحة الغير الدموية من أجل جميع المؤمنين أحياء وأمواتاً. 

ولثقتها في مراحم عريسها السموى الربّ يسوع تصلى إلى الله وتلتمس صفحه عن هفوات الراقدين في الرب. 

انما هي تقدم الذبيحة وفيها نلتمس رحمة الله للراقدين في الإيمان وقد لحقهم توان أو كسل أو تفريط كبشر.

لأن لا انسان لا يخطئ، ولأن المطهر هو تجسيم حي وفعال لرحمة الله المقدمة للإنسان إلى أبعد حد حتى بعد الموت من ناحية وقوة مفعول الصليب والدم المسفوك من ناحية أخرى. 


ومن هنا يأتي السؤال المهم : من هو المستحق المرور بالمطهر؟ والإجابة لا تتوقف على مجرد خطيئة عرضية وهفوات أو عقوبات زمنية لكنها أعمق من ذلك بكثير : فالمطهر هو أساس للذين اشتياقهم لله ليس اشتياقاً كاملاً من ناحية وللذين لم يشتركوا في الخلاص بمعنى تحمل مسئولية الخلاص بدور إيجابي وفعال على مثال مار بولس الذي قال : "أتمم في جسدي ما ينقص من آلام جسد المسيح الذي هو الكنيسة" هنا تظهر قيمة الخلاص الحقيقية، تتجلى لنا قيمة قبول الخلاص، إذ يجعل الإنسان المخلص إنساناً إيجابياً وفعالاً لا إنساناً كسولاً أو سلبياً.

فهنا نسأل ماربولس هل المسيح كانت تنقصه آلام؟ فما معنى هذا السؤال ؟ حاشى لم تكن تنقص المسيح آلام.

ولكن يعني لجسده هنا هو الكنيسة فبولس يشترك مع المسيح في الآلام لأجل خلاص الكنيسة.

لأن الخلاص لا يقف عند حد القبول ولكن الاشتراك فيه أيضاً "وإن كنا نتألم معه فلكي نتمجد معه أيضاً" هذا هو الإنسان الذي يدخل المطهر الذي اشتياقه ليس اشتياقاً كاملاً لله.

والذي اشتراكه في الخلاص لم يكن كما يجب على الإنسان المخلص والمفدي والمستفيد بالدم. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.