HTML مخصص
13 Nov
13Nov

إنّهُ شهر النفوس المطهريَّة يَطلُّ علينا لنصلّي لأجلهم. 


إنّ القديس أوغسطينوس مكث يصلّي عن نفس والدته القديسة مونيكا، وهو متأكد من كونها قديسة، مسافة عشرين سنة بعد موتها!

فكم من الزمان ساعدنا موتانا؟ 

بل كم من الأوقات أهملنا ذكرهم في صلواتنا وأعمالنا الخيرية؟ 

وهب ان موتانا القريبين خلصوا، أليس من الواجب علينا ان نذكر جميع الموتى المعذّبين في المطهر؟ 

اليسوا من الطينة التي نحن منها؟ أليسوا إخوة يسوع وإخوتنا؟ 

أليسوا مفتدين بدمه الإلهي؟ ألا نسمع صوتها يرنّ في آذاننا ليلاً نهاراً: إرحمونا… إرحمونا… فهي تنتظر من كل واحد منا ان يذكرها ولو بعاطفة واحدة في يومه، وكثير من هذه النفوس من تبقى في منقع عذابها الى يوم القيامة.

فإذا صلّينا لأجلها، وخلّصناها قبل ذلك الحين، فكم تكون شافعة لنا الى الله، وكم ترغب في خلاصنا هنا من الخطيئة على أنواعها! 

وكم يهمّها أمر نجاتنا من النيران المطهريّة، وقد خبرت مرارتها بذاتها!.


ليس باستطاعة الأنفس المطهريّة ان تخلّص ذاتها.

إنَّ أعظم داع يدعونا ويدفعنا الى مساعدة النفوس المطهريّة، إنما هو عجزها عن تخليصها بذاتها، لأن مُلك الرحمة ينتهي بالموت. 

وبعد الموت يبتدئ مُلك العدل، وبالموت أيضاً تنتهي حرّية الإختيار، وبانتهاء الإختيار بين الخير والشر ينتهي زمان الإستحقاق وعذاب النفوس المطهريّة عبارة عن إيفاء دين قديم فهو عذاب بلا أجر.

ألم مرّ، حزن أليم لتلك النفوس، ان ترى نفسها مجبرة على تحمّل آلام، لا يعلم مدى حدّتها غير الله، وقد تكون المدة أجيالاً، وليس لتلك النفوس أدنى أمل بربح شيء من جرّائها أبداً. 

من منا يستطيع ان يمسك أحشاء رحمته عن رجل بائس ملقى في طريق او في سوق، ولا يمد أحد اليه يد المساعدة، وينقله الى بيته وينفحه ببسطة كفّ، عوناً له في حاجته، إن في يدنا، وتحت استطاعتنا، ان نفتح أبواب سجن النفوس المطهريّة.

وهي تسألنا فديتها من عذابها في السجن المرعب. 

فهل نتركها في نيرانها تتألّم، ونحبس أحشاء رحمتنا عنها، وبإمكاننا أن نخفّف عنها كثيراً. 


وربما أمكننا أن نخلّصها بربح غفران كامل واحد نربحه باعتراف وتناول؟

إنّ من حلم الله وضع مفاتيح المطهر بين ايدينا وتحت تصرّفنا. 

من نعمه علينا تكليفه ايانا بإيفاء عدله الإلهي عن تلك النفوس بما نقوم به من واجباتنا العادية اليومية.

فنحن ملجأ تلك النفوس، ونحن عونها المنقذ، وبيدنا إيصالها الى سعادتها الأبدية.

وما صعدنا الى السماء من صلواتنا، استمطرنا على النفوس المطهريّة غيوث نعم ورحمة وانعتاق ومجد.

فإذا لم نجرِ هذا الحساب ولم نعمل هذه المساعدة، ألا نكون نحبس أحشاء رحمتنا لها من كبار المجرمين؟ آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.