HTML مخصص
15 Nov
15Nov

إنّهُ شهر النفوس المطهريَّة يُطلُّ علينا لنُصلّي لأجلهم. 


بالتطهير بعد الموت تمحى بقايا الخطيئة في الإنسان الذي لا يزال غير مهيّأ تمامًا لشركة الاتحاد مع الله، فيتهيّأ للكمال في عمليّة تنقية، يساعد فيها الأحياء أمواتهم بالصلاة وتقديم الذبيحة الإفخارستية وأعمال الخير.

يورد كتاب التعليم المسيحي مراجع من الكتاب المقدّس عن عقيدة المطهر، التي علّمها مجمعا فلورنسا وترانت وتقليد الكنيسة. 

وتشدّد الكنيسة على أنّ مشاهدة وجه الله لا ينالها إلا مَن كان خاليًا من الخطيئة ورواسبها.

لقد صحّح اللاهوت الكاثوليكي بعض التصاوير الشيئيّة والمكانيّة والزمانيّة للمطهر، واستبدلها بمقولات وجوديّة تنبع من داخل اختبار الإنسان المؤمن، وهو اختبار يبدأ من هذه الحياة، ويكتمل في اللقاء مع الله.

لذا، يجب ألاّ نعتقد أن المطهر مكان، بل هو حالة اللقاء مع المسيح الديّان الرحيم والمخلّص الذي فيه تنحلّ الترسّبات، وتختفي الأنانية، و"تُشفى النفس وتنضج لتتّحد بالله".

فالتطهير في هذا اللقاء ألم في سبيل الاكتمال، ألم محرّر ومؤلم في الوقت عينه، لأنّه يزيل بقايا الخطيئة، التي أصبحت جزءًا من الأنا: "فاللقاء بالربّ، وإن أحرق كالنار، يحوّلنا ويحرّرنا ليجعلنا حقًّا ما يجب أن نكون.

إنّ الأشياء التي بنيناها في الحياة قد تبدو آنذاك قشًّا ناشفًا وتبجّحًا فارغًا وتنهار.

إنّما في ألم هذا اللقاء، حيث الفاسد والموبوء في كياننا يبدو لنا بوضوح، نجد الخلاص". آمــــــــــــين.


/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.