إنَّهُ شهر النفوس المطهريَّة يَطلُّ علينا لِنُصلّي لأجلهم.
١ – المطهر و الكتاب المُقدّس :
أ . العهد القديم :
الذبيحة عن الأموات :
” … ثُمَّ أخذوا يُصَلُّونَ وَيَبْتَهِلُونَ أَنْ تُمْحَى تِلْكَ الْخَطِيئَةُ الْمُرتكبة محواً تاماً … ثم وعظَ يهوذا الباسل القومَ أن يصونوا أنفسهم من الخطيئةِ … ثُمَّ جَمَعَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ تَقْدِمَةً ، فَبَلَغَ الْمَجْمُوعُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ مِنَ الْفِضَّةِ ، فَأَرْسَلَهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِتُقَدَّمَ بِهَا ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطِيئَةِ . وَكَانَ عَمَلهُ هذا من أَحْسَنِ الصَّنِيعِ وَأَسماه على حسب فِكرةِ قِيَامَةَ الْمَوْتَى ، لأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يرجو قِيَامَةَ الَّذِينَ سَقَطُوا . لَكَانَتْ صَلاَتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَوْتَى أمراً سخيفاً لا طائلَ تحته . وَإن عدَّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِالتَّقْوَى قَدِ ادُّخِرَ لَهُمْ ثَوَابٌ جَمِيلٌ ، كان في هذا فِكرّ مُقَدَّسٌ تُقَوِيٌّ . وَلِهذَا قَدَّمَ الْكَفَّارَةَ عَنِ الْمَوْتَى لِيُحَلُّوا مِنَ الْخَطِيئَةِ ”.
يوضح هذا النّص أنّ الصلاة والحَسنة (التّقدمة) هما من أجل غفران خطايا الّذين ماتوا بخطاياهم العرضيّة لا المميتة ، ولكن كيف تغفر الخطايا بعد الموت ؟.
يسوع والشريعة ( متى ٥ / ١٧ – ١٩ ).
كثيراً ما نسمع من المؤمنين يقولون : ” الكتاب المقدّس لا يذكر شيئاً عن المطهر ” فما هو المطهر ؟ وهل هو عقيدة ؟
” سارِعْ إلى إرضاء خصمكَ ما دُمتَ معه في الطريق ، لئلّا يسلّمكَ الخصمُ إلى الشرطيّ ، فتُلقى في السّجن . الحقّ أقول لك : لن تخرج منّه حتى تؤدّي آخر فلسٍ ” . ( متى ٥ : ٢٥ – ٢٦ )
ما هو المطهر ؟
المطهر هو مكان للألم والقصاص ، حيث العدالة الإلهيّة تُطهّر الأنفس لتصبح مُستعدّةً لدخول الملكوت.
إنّه مكان وسطيّ بين السّماء حيث الفرح والسعادة ، والجحيم حيث الألم الأبديّ ، وهو قريبٌ من الجحيم بآلامه المبرّحة، وقريبٌ من السّماء بتقديس الأنفس المتألمّة.
المطهر عقيدةٌ إيمانيّة في الكنيسة الكاثوليكية ، أقرّها المجمع التريدنتيني ١٥٦٣ ، وعلّمها كلٌّ من المجامع : ليون الثاني ١٢٧٤، فلورنسا ١٤٣٩ ، الفاتيكاني الثاني ١٩٦٤.
ومن يُنكر أيّ عقيدة كنسيّة يقعُ في حال الحُرم الكنسيّ !
إذاً لماذا يُصلي المؤمنون للأموات ويقيمون الجنّازات ومراسيم الثالث والسابع والتاسع والخامس عشر والاربعين والسّنة ؟
لأولئك الذين لا يؤمنون بالمطهر نقول : إذا كانت النفوس التي في السماء ليست بحاجةٍ إلى صلاتهم ، والنفوس التي هلكت في جهنّم للأبد لا تستفيد من صلاتهم ! ؟
نصّ العقيدة :
– مجمع ليون الثاني : ” إن مات المؤمنون التائبون حقًاً في المحبة ، قبل أن يكفرِّوا بثمارٍ لائقة بالتوبة ، عمّا ارتكبوه أو أهملوه، فستُطَهَّر نفوسُهم بعد الموت بعقوباتٍ مُطهِّرة.
هذا وإنّ تشفع لهم المؤمنين الأحياء ستفيدهم للتّخفيف عن هذه العقوبات من خلال : ذبيحة القدّاس الإلهيّ ، والصّلوات ، والحسنات ، والصّدقات ، وسائر أعمال التّقوى التي اعتاد المؤمنين أن يقوموا بها من أجل سائر المؤمنين ، بحسب ما أنشأته الكنيسة … “.
– المجمع التريدنتيني : ” إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة ، وبوحيٍ من الروح القدس، وانطلاقاً من الكتاب المقدس ، وتقليد الآباء القديم علّمت في المجامع المقدسة ، وأخيراً في هذا المجمع المسكوني بأنّه يوجد مطهر ، كما يطلُب المجمع من الأساقفة أن يبذلوا قُصارى جَهدهم ، لجعل عقيدة المطهر السّليمة التي نقلها الآباء القدّيسون والمجامع المقدّسة ، موضوع إيمان المؤمنين يحفظونها وتكون منتشرةً ومعلنةً في كلّ مكان ” .
١ – المطهر و الكتاب المقدس :
أ . العهد القديم :
الذبيحة عن الأموات :
” … ثُمَّ أخذوا يُصَلُّونَ وَيَبْتَهِلُونَ أَنْ تُمْحَى تِلْكَ الْخَطِيئَةُ الْمُرتكبة محواً تاماً … ثم وعظَ يهوذا الباسل القومَ أن يصونوا أنفسهم من الخطيئةِ … ثُمَّ جَمَعَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ تَقْدِمَةً ، فَبَلَغَ الْمَجْمُوعُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ مِنَ الْفِضَّةِ ، فَأَرْسَلَهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِتُقَدَّمَ بِهَا ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطِيئَةِ . وَكَانَ عَمَلهُ هذا من أَحْسَنِ الصَّنِيعِ وَأَسماه على حسب فِكرةِ قِيَامَةَ الْمَوْتَى ، لأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ يرجو قِيَامَةَ الَّذِينَ سَقَطُوا . لَكَانَتْ صَلاَتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَوْتَى أمراً سخيفاً لا طائلَ تحته . وَإن عدَّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِالتَّقْوَى قَدِ ادُّخِرَ لَهُمْ ثَوَابٌ جَمِيلٌ ، كان في هذا فِكرّ مُقَدَّسٌ تُقَوِيٌّ . وَلِهذَا قَدَّمَ الْكَفَّارَةَ عَنِ الْمَوْتَى لِيُحَلُّوا مِنَ الْخَطِيئَةِ ”.
يوضح هذا النّص أنّ الصلاة والحَسنة (التّقدمة) هما من أجل غفران خطايا الّذين ماتوا بخطاياهم العرضيّة لا المميتة ، ولكن كيف تغفر الخطايا بعد الموت ؟.
ب . العهد الجديد :
١- يقول الرب يسوع : ” … ومن قال كلمةً على إبن الإنسان يُغفرُ له ، أُمّاً من قال على الروح القُدُس ، فلن يُغفر له ، لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة “. ( متى ١٢ / ٣٢ ).
هذا يعني أنّه توجد خطايا تغفر في هذه الدنيا ، وخطايا تغفر في الحياة الأخرى.
فكيف تغفر الخطايا بعد الموت ، وفي أيّ مكانٍ .
٢ – ” سارِعْ إلى إرضاء خصمكَ ما دُمتَ معه في الطريق ، لئلّا يسلّمكَ الخصمُ إلى الشرطيّ ، فتُلقى في السّجن.
الحقّ أقول لك : لن تخرج منّه حتى تؤدّي آخر فلسٍ ” . ( متى ٥ / ٢٥ – ٢٦ )
أُطلب التوبة قبل الموت والوقوف أمام الله الدّيان العادل ، لأنّه متى مات الإنسان وعليه دينٌ ، فإنّه يُلقى في السّجن ( المطهر )، ولن يخرج منه حتّى يوفي كلّ ما عليه : أي يتطهّر تماماً من خطاياه.
ذلك لأنّه : ” وَلَنْ يَدْخُلها ( السّماءَ ) شَيْءٌ نَجِسٌ ، وَلاَ فاعلُ قبيحةٍ ولا كَذِب ، بل الذين كُتِبوا في سِفرِ الحياة ، سفر الحمل ” (رؤيا القديس يوحنا ٢١ / ٢٧ ).
السّجن هو المطهر وليس جهنّم لأنّ من يدخل جهنّم لا يخرج منها ، لأنها مصيرٌ أبديٌّ.
أمّا هنا فيشير إلى الخروج والتطهّر من الخطايا العرضية ، وبالطبع السّماء ليست سجناً بل هي فرحاً أبديًاً. آمــــــــــــين.