إنّهُ شهر النفوس المطهريَّة يَطلُّ علينا لِنُصلّي لِأجلهم.
المطهَر هو نارُ المحبّة الإلهيّة.
لا يمكننا أن نعتبره كفكرةٍ أو نظريّة مفصولة عن المسيح ! لا بل هو ذاته، سرّ الربّ يسوع المسيح، المَطهَر، النار المُحِبّة.
شخص المسيح هو نفسه المطهر.
فيسوع المسيح ليس في جهة، والمطهر في الجهة المقابلة.
أساقفة المانيا يقولون :” إنّ الإنسان لا يمكنه بعد نهاية رحلته الأرضيّة أن يُسهِم إسهامًا فعّالا في تقديسه؛ ولكن يمكنه أن يُطهّر ويُنقّى بالعذاب.
العذابُ، يقولُ البابا بنديكتوس السادس عشر، ليس المطهر ايضا معسكر إعتقالٍ في الأخرة، حيث يتوجّب على الإنسان أن يتحمّل عقوباتٍ تُفرَض عليه وترتدي طابعًا أكثر أو أقلّ ماديّة.
بل هو مسيرة باطنة وضروريّة لتحويل الإنسان، يصيرُ من خلالها قادرًا على تقبّل المسيح، وقادرًا على تقبّل الله، وبالتالي قادرًا على الإتحاد بجماعة القدّيسين كلّها.
وعندما يدور الكلام على النار، فما هذه إلاّ صورة، ولكنّها صورةٌ تشيرُ إلى حقيقةٍ عميقة.
فالنار يمكن فهمها على أنها ”قدرة قداسة الله ورحمته، تلك القدرة المُطهّرة والمنقّية والمقدّسة”.
اللقاءُ الذي يحدث مع نار محبة الله لكلّ إنسان اختارَ الله إختيارًا أساسيّا، ولكنّ اختياره هذا لم يجسده في كل أعماله، فبقيَ دون المثال المرجوّ – ومن منّا ليس على هذه الحال - هذا اللقاء يملكُ قدرة مطهّرة ومحوّلة، من شأنها أن تدينَ وتنقّي وتُخلّص وتُكمّل كلّ ما يبقى ناقصا بعد الموت.
”الكنيسة الكاثوليكيّة تدعو إلى التحفّظ ، لا مجالَ في العظات الشعبيّة أمام الشعب غير المثقّف للأسئلة الصعبة والمعقدة، التي لا تدعو للبنيان، والتي في معظمها لا تُنمي التقوى.
على الأساقفة أن يُحظّروا ما لا يخدم إلاّ الفضوليّة أو الخرافة، أو يبدو كأنه من قبيل المكسب الخسيس ” (رنتسنغر ١٨٢٠).
و من ثمّ يتبيّن لنا بكلّ يقين ما يتضمّنه تعليم الكنيسة من دعوةٍ إلى التيقّظ، ترفضُ التنظيرات الساذجة، أو التي هي وليدة الخيال. آمــــــــــــين.