إنَّهُ شهر النفوس المطهريَّة يَطلُّ علينا لِنُصلِّي لأجلهم.
يقول البابا بنديكتوس السادس عشر، في أنّ النار هو الربّ ذاته، أن ليس هناك من زمن، بل المسألة كلها هي ”مسألة ملاقاةٍ إسختولوجيّة مع الديّان، ليس هناكَ من تطهير، بل هناك مجرّد حكم: هذا الإنسانُ سوف يخلص بجهدٍ كبير .
يقول البابا أيضا، إنّ المطهر يأخذُ معناه الحقيقيّ عندما نعطيه معنىً مسيحانيّا، فنُفسر أنّ الربّ نفسه هو تلك النار الديّانة، التي تحوّل الإنسان وتجعله ” مشابهًا لصورة جسده الممجّدة.
ألا يقومُ الإنتقال الحقيقيّ من فكرة المطهر اليهوديّة القديمة إلى الفكرة المسيحيّة بالتحديد في إدراك أن التطهير لا يتمّ بأيّة وسيلةٍ كانت، بل بقدرة الربّ المحوّلة، التي تُحرّر نارها قلبَنا المغلق وتصوغه من جديد، بحيث يصيرُ قابلا للدخول في جسده الحيّ؟ .
”إن لم يكن المطهَر موجودًا، وجبَ ايجاده “.
فلا بدّ من المطهر للمشاركة في حياة الله.
لا تدخل في الله أيّة ذرّة من الأنانيّة، لأنّ الأنانيّة هي نقيض الله، في تعارضه.
المحبّة وحدها تمثّل بالمحبّة.
فمن الذي يجرؤ على الإعتقاد في ساعة موته بأنه قائمٌ في حالة المحبة الكاملة وأنه تخلّص من كلّ ذرّة من الأنانيّة؟ هذا أمرٌ مستحيل، باستنثاء مريم العذراء.
إذن، المطهر ليس مكانـــــًا يتوسّط بين العالم والملكوت.
لا نضع هذه المعادلة : العالم – المطهر – الملكوت … كأنّها ثلاثةُ أجزاء ٍ منفصلة! كلّا، بل إنّ نضعها هكذا: العالم – المطهر .. الملكوت، لأنّ المطهر هو جزءٌ من الملكوت، وليس خارجًا عنه.
لأنه عبورٌ ومسيرة وتوبة دائميّة بلا مقاييس زمنيّة. آمــــــــــــين.