إنَّهُ شهر النفوس المطهريَّة يَطلُّ علينا لِنُصلّي لأجلهم.
إن أردنا ان نتحد بالله في وحدة حياتية، وجب علينا ان نكون كلًنا محبة، كما انه هو كلًه محبة.
لا تدخل في الله ذرَّة من الانانية، لأن الانانية هي نقيض الله، فهي تعارض الله.
المحبة وحدها تمثَّل بالمحبة.
فمن الذي يجرؤ على الاعتقاد في ساعة موته بأنه قائم في حالة المحبة الكاملة وانه تخلًص من كل ذرَّة من الانانية؟ هذا امر مستحيل، باستثناء مريم العذراء” والايجابية هو النمو في الاشتياق للمسيح والحب والحياة.”
فليس المطهر ألماً يُفرض ويحاول الإنسان ان يقاومه عبثاً، بل يجب ان نفهم أنه ألم يقاسيه الانسان طوعاً، حين يمثل أمام قداسة الله الساطعة فيخاف من حالته.
وهذا الخوف من النفس أمام المحبة “هو الندامة”.
وهذه الندامة هي شدّة محبة تريد التعويض عن حقارة الماضي.
ولا عجب أن تتفتح عفوياً في الانسان، بقدر ما يغمره النور الالهي فيضعه أمام حالته.
فكأنها موازنة حيَّة لكلّ حياته ولكل سيرته… حين يرى الانسان نفسه أمام المحبة، لا يسعه إلاَّ ان يرغب فيها.
وليس أَلمه إلاَّ الشعور بأنه غير قادر على ذلك تماماً…فالمطهر (او الدينونة الخاصة) هو حضور تام للنفس ومعرفة تامّة للنفس ورؤية تامّة للنفس… أنا كما هو، وهذا أمر لايتمّ إلا إن استنرت بالنور الالهي.
وكل ذلك يُلقينا في الله للأبد” “عندما يخلع الأبرار أجسادهم بالموت تزداد حساسية أرواحهم، وتقوى الذاكرة عندهم، فتنكشف أمامهم الخطايا التي فعلوها بمعرفة أو بغير معرفة، وبشعرون بتفصيراتهم مهما كانت درجة الكمال النسبي التي بلغوها وهم على الأرض.
فيكونون في مسيس الحاجة إلى تعاطف أعضاء الكنيسة معهم في التوسل إلى المسيح رأس الكنيسة أن يهبهم الرحمة ويؤكد لهم الغفران، وبمسح كل دمعة من عيونهم، فينعمون بالتعزية والراحة.
لأن راحة الفردوس وسعادته نسبية فقط ، وهي مجرد عربون لا يكتمل إلا بظهور المسيح ثانية للخلاص للذين ينتظرونه.
وطالما أن الراقدين لم ينالوا بعد كمال الراحة والسعادة، فالصلوات من أجلهم تستجاب بإعطائهم مزيداً من الراحة والاطمئنان والسعادة. آمــــــــــــين.