إنَّهُ شهر النفوس المطهريَّة يَطلُّ علينا لِنُصلّي لأجلهم.
الحياة الأبديّة هي الحياة الّتي تبدأ فورًا بعد الموت.
ولن يكون لها انتهاء.
وتسبقها لكلّ إنسان دينونة خاصّة من قِبَل المسيح، ديّان الأحياء والأموات، وتُختَم في الدّينونة الأخيرة.
إنّها دينونة الجزاء الفوريّ الّذي يناله كلّ إنسان من الله، منذ موته، في نفسه الخالدة، على صلة بإيمانه وأعماله.
وهذا الجزء يكون إمّا بالدخول مباشرة سعادة السّماء، وإمّا بالعكس، الهلاك الأبديّ في جهنّم.
نعني ب”السّماء” حالة السّعادة السّميا والنّهائيّة.
فالّذين يموتون في نعمة الله، وليسوا بحاجة إلى أيّ تطهير لاحق، سيلتئمون حول يسوع ومريم والملائكة والقدّيسين.
فيؤلّفون هكذا كنيسة السّماء حيث يعاينون الله “وجهًا إلى وجه” (كورنثس الأولى ١٣ / ١٢ ).
ويعيشون في شركة محبّة الثّالوث الأقدس ويشفعون بنا.
فالمطهر هو حالة مَن يموتون في الصّداقة الإلهيّة، ولكنّهم، وإن كانوا على ثقة من خلاصهم الأبديّ، ما زالوا يحتاجون إلى تطهير لدخول سعادة السّماء.
كيف يمكننا المساهمة في تطهير النّفوس المطهر؟
إنَّ المؤمنين الّذين ما زالوا في رحلة على الأرض، يمكنهم، بمقتضى شركة القدّيسين، أن يساعدوا النّفوس الّتي في المطهر بالصّلاة لأجلهم، وخصوصًا بذبيحة القداس ذبيحة الأفخارستيّا، بل أيضًا بالصّدقات والغفرانات وأعمال التّوبة. آمــــــــــــين.