صحيحٌ أنّ فعلَ الصوم مشترك عند جميع الأديان، إلاّ أنّ الطوائف المسيحيّة تمارس الصوم المقدّس بروحانيّة مختلفة عن كلّ ما عداها: يدخل المؤمن الخلاص بالسير مع خطى المسيح.
فالصوم عبورٌ من الولادة البشريّة إلى الولادة المسيحيّة.
الصوم هو التحرّر من الخطيئة، فبما أنّ المسيح هو قاعدة صومِنا، فعلى المؤمنِ الالتزامُ بالإيمان بيسوعَ المسيح الطبيبِ، والشافي، وغافر الخطايا، ومحيي المائتين، والمنتصر على الموت والشيطان والخطيئة.
معنى الصوم هو الإمساكُ عن الطعام والشراب لفترة من الزمن بهدف الاقتراب من الله في توبة وإيمان.
في الكتاب المقدس، عادة ما يجتمع الصوم مع الصلاة والصدقة.
فالصوم الكبير هو امتلاء من المحبّة لله وللناس، وزمن انفتاح القلب واليد على الأخوة الفقراء والمرضى والمحتاجين.
إنَّ ما يوفّره كلّ منّا خلال صومه من قطاعة وإماتات هو بنوع خاص للتصدّق به على محبّة الفقراء وخدمتهم ومساعدتهم تكمّل الصوم والقطاعة وترفعهما من مستواهما المادّي إلى سموّ المحبّة الاجتماعيّة.
فالصوم إذًا ليس ضدّ الجسد بل هدفُهُ تهذيب الجسد.
ولكن في النعمة يتّحد الروح والجسد معًا ليخلصَ الإنسان كوحدة كاملة غير منقسمة.
أمّا بولس في رسالته إلى أهل غلاطيه، فيحدّد أعمال الجسد وأعمال الروح كالآتي :