الصوم هو فترة تطهّر وتنقية للذات من كلّ برص خطيئة، هو زمن عودة إلى المسيح، هو سماع المسيح يقول لكلّ واحد منّا: "إذهب إلى الكاهن وأرِه نفسك، وأدّ التكفير".
إيماننا المسيحيّ لا يكون بمعزل عن الوصايا وعن الجماعة، فالمسيح يقودنا دوماً نحو الجماعة، نحو الكنيسة، نحو الكاهن.
إيماننا ليس إيماناً فرديّاً، وتوبتنا ليست فرديّة أيضاً، فالخطيئة التي جرحت جسم الكنيسة بأسره تنال الغفران من خلال سرّ الكنيسة نفسه.
نجرح الجماعة بشرّنا ونسمع منها، عبر الكاهن، كلمات المغفرة.
لا نخفي كبريائنا أو خجلنا بستار العلاقة المباشرة مع يسوع، بقولنا: "أعترف بخطيئتي مباشرة لله"، فالكنيسة هي استمراريّة لحضور السيّد، والأسرار هي وسيلة تقديس، والتوبة والإعتراف هما فعل تواضع، فعل ثقة بقدرة الله على المغفرة وبرحمة الإخوة أيضاً.
الكنيسة هي واحة حبّ، ومكان مغفرة دائمة.
أنا مدعوّ لأنّ اؤديّ الكفّارة عن خطيئتي، بالصلاة والتكفير والتوبة، وبعمل الرحمة نحو الآخرين :
"إن الصدقة، تجعلنا قريبين من الآخرين، تجعلنا قريبين من الله ويمكنها أن تتحوّل إلى أداة حقيقيّة للتوبة وللمصالحة معه ومع الإخوة "
(البابا بندكتوس السادس عشر)
الصوم هو انتقال من حالة واحد من مجموعة إلى حالة تلميذ للمسيح.
في فترة الصوم نفحص معنى إيماننا، ومعنى علاقتنا بالسيّد: لماذا أتبعه؟ ألأنّه قادر أن يشفيني؟ ألأنّه يعطيني ما أريد؟ ألأنّه يصنع المعجزات؟ هي كلّها صفات الجموع، تتركني دون هويّة، دون علاقة شخصيّة بيسوع المسيح.
دعوتي هي أن أكون تلميذاً لا فرداً من مجموعة، التلميذ يثق بيسوع وبمخطّط الله في حياته، يقبل صليب يسوع في حياته برجاء وثقة.
الفرد هو تاجر، يؤمن بيسوع يلبّي رغباته، والتلميذ هو صديق، يعلم أن يسوع حاضر دوماً يرافق وينمّي وينير الطريق. آمــــــــــــين.