HTML مخصص
30 Nov
30Nov

 إنّهُ شهر ميلاد الربّ يسوع المسيح.

ليس الميلاد مولدًا يشبه مواليد البشر. 

إنّه ميلاد شخص له صفة جوهريّة إلهيّة تلازمه، له اسم يعرف به، له رسالة خاصّة إلهيّة تَسِمُهُ. 

إنّه ميلاد "مخلّص"، من دون أل التعريف.

ميلاد مخلّص هو المسيح الربّ.  

وردت كلمة "مخلّص" قبل "المسيح الربّ". 

تمييز دقيق في التعبير، في التعريف بالمولود الجديد، وكأنّ الكاتب يريد أن يلفت انتباهنا إلى أنّ المولود هو أوّلاً مخلّص، فليس المسيح الربّ هو المخلّص بل المخلّص هو المسيح الربّ.  

فالناس في ذلك الوقت كانوا في الواقع ينتظرون مخلّصاً  وقد قيل لهم إنّ هذا المخلّص سيكون المسيح.

فحين نتكلّم عن ولادة الربّ يسوع المسيح يجب أن نذكر وأن نتذكّر أنّه المخلّص.

هكذا يقدّم لنا ذاته: "سمِّه يسوع"، التي ترجمتها مخلّص، فالاسم والشخص هنا هما واحد. 

وهكذا يريد أن نتقبّله، ولادة مخلّص، بحيث إنّنا إذا ما ذكرنا ميلاد السيّد المسيح من دون أن نذكر أنّه مخلّص نشوّه الميلاد، نُسقط من الميلاد غايته ومفعوله. 

قد يكون أجمل ما في الميلاد هو أن نعيش انتظار المخلّص، عيشاً  فيه فرح ورجاء وسلام، عيشاً  فيه آفاق جديدة واكتشافات جديدة تشجّع على الاستمرار والمضيّ في الحياة. 

الهدف من ولادة المخلّص المسيح الربّ واضح كلّ الوضوح لا لبس فيه. 

لم يولد المسيح الربّ ليكون قريباً  منّا، معنا، وحسب. 

قد وُلِد المخلّص ليخّلصنا من خطايانا بالتحديد وليس من عبوديّة مستعبد أو من فقر محتاج أو من ظلم مستبدّ أو... فالخلاص من الخطيئة يجلب الخلاص من كلّ شيء آخر لأنّ الإنسان هو محور الخلاص وغايته. 

أجل نحن خطأة وفي حاجة إلى خلاص. 

غالبًا ما تغيب عنّا هذه الحقيقة. 

غالبًا ما نعيش وكأنّنا بلا خطيئة. 

في حين أنّ الكنيسة تذكّرنا بها كلّ يوم داعيةً إيّانا إلى التوبة قبل أن نتقدّم للمناولة وعلينا أن نتقدّم من المولود الجديد برهبة الرعاة ووقار المجوس. 

قد تنسينا الزينة الخارجيّة هذه الحقيقة وهي أنّ الميلاد هو ميلاد مخلّص لأناس خطأة، ضعفاء، هشّين، خائفين. 

عالم اليوم تجتاحه الحروب في كلِّ مكان وهو في حاجة إلى الخلاص منها، يترقّب الخلاص منها.

وهذا الخلاص المنتظر ، يطعّم البشريّة بألوهته بواسطة ابنه وكلمته المتجسّد والمولود من العذراء ويخلّصها من الخطيئة.     

ميلاد الربّ يسوع جعل اللهَ "اللهَ معنا".
لم يكن ميلاده حدثاً  عابراً. 

كان ميلاده بقاء معنا. 

نصب خيمته في ما بيننا. 

سكن عندنا. 

خصّص يسوع كلّ وقته لنا، "تفرّغ لنا" بل "أفرغ ذاته آخذًا صورة عبد صائرًا شبيهاً  بالبشر فوُجد كإنسان في الهيئة". 

هكذا حوّل يسوع بميلاده الوقت من تسلسل زمنيّ إلى فسحة تلاق فيها نلاقي بعضنا بعضًا، نتوقّف بعضنا عند بعض. 

فسحة ليس فيها أناس على الطريق وأناس على حافة الطريق، أناس في البيت وأناس في العراء، أناس يتنعّمون وأناس يتوجّعون.

بغفلة منّا انقلب العالم من حال إلى حال أمام حيرتنا.

كثيرون ما عاد عندهم مقوّمات العيش حتّى الزهيد.

فهل نخصّص نحن شيئًا من وقتنا لنلاقي القريب ونهتمّ به؟ قد تشغل مشاريعنا الخاصّة كلّ وقتنا.

هل القريب من بين هذه المشاغل؟. آمــــــــــــين.

أحد مبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.