من الواجب والعدل أن نذكر هنا بالشكر والمديح أنّ كنيستنا تعيش هذه الأخوّة وقد أظهرتها بنوع خاصّ على أثر قصف إسرائيل الكارثيّ إذا النزوح يلف لبنان ككل وابتداءت تتوافد المساعدات للبنان من أبنائنا من أكثر من بلد ووصلت إلى مستحقّيها وصُرفت في مواضعها.
يسرّنا أن نرى في ذلك تجسيدًا لهوّيّة لبنان ليس له حدود من أيّ نوع كان ، تبني الجسور وتهدم الأسوار، تمتدح الانفتاح وتنبذ العصبيّة والتقوقع، تجمع وتوحّد، على غرار السيّد المسيح الذي "جعل من الشعبين واحدًا إذ نقض الحائط الحاجز بينهما... ليكوّن في نفسه من الاثنين إنسانًا واحدًا جديدًا بإحلال السلام بينهما".
هذه المبادرة، بحجمها المحدود لكن بدلالتها الكبيرة، من شأنها أن تؤجّج فينا الرجاء الذي أتى مع ميلاد الربّ يسوع.
يا ما جَرَّبَنا اليأسُ ويا ما صلّينا أن لا نقع في التجربة ويا ما وَقعنا في التجربة.
هذا الرجاء المرادف عندنا للخلاص هو الذي يحثّنا على أن نقيم العيد في هذه السنة أيضًا بالرغم من كلّ ما نراه ونسمعه من حولنا ممّا يدعو إلى خلاف ذلك.
لا بل في مثل هذه الأحوال يبدو العيد ضروريًّا أكثر من غير وقت مضى وقد أُنشئ في الأصل من أجل أن يذكّرنا بالخلاص ويشجّعنا على المثابرة في الرجاء.
ما دام المخلّص يسوع المسيح سيولد فالشرّ لن ينتصر من بعد على الخير ولا الحرب على السلام ولا الحزن على الفرح ولا الحقد على الحبّ ولا الأنانية على العطاء.
بهذه البشرى الحاملة الخلاص الآتية من السماء أتوجّه إلى جميع أبنائنا في العالم كلّه مصافحًا ومعايداً وحاملاً أجمل الأماني وداعيًا إلى الصلاة وإلى العمل حيثما كنّا من أجل عالم أفضل يرى ويلمس كلّ إنسان أنّ له فيه مكاناً واحتراماً وكرامة وحرّيّة، أنّ له بيتًا يولد فيه وغطاء يدفّيه وعملاً يقتات منه.
وإلى السيّدة العذراء مريم سيدة لبنان ، التي أعطت للعالم الربّ يسوع وكانت رفيقة دربه في عمل الخلاص نوجّه أبصارنا في هذا العيد المبارك بنوع خاصّ ونطلب إليها أن ترافقنا وتحفظنا وتقودنا إلى الربّ يسوع مخلّصنا. آمــــــــــــين.