عيد ميلاد الرب يسوع هو مجلبة رجاء، مهما أدلهمت الغيوم وتلبدت في سماء حياة المؤمنين، فهم يعرفون انه لا يحدث أمر في الدنيا بدون اذن الله.
والقديس بولس يقول: “أمين هو الله فلن يسمح ان تجربوا فوق ما تطيقون، بل يجعل مع التجربة مخرجا، لتستطيعوا ان تحتملوا”.
والانجيلي متى يقول مستشهدا بآشعيا النبي: “الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيما، والجالسون في بقعة الموت وظلاله، أشرق نور عليهم”.
ان الله أقرب ما يكون من المؤمنين، عندما يشعرون بانه قد ابتعد عنهم، واختفى.
هذا ما كان يردده الكثيرون من القديسين الذين خبروا الحياة الروحية.
ولا رجاء دو ايمان، ولا ايمان دون رجاء.
فهما فضيلتان متلازمتان.
والايمان هو هبة من الله للانسان.
وبامكاننا ان نفقد هذه الهبة التي تفوق كل قيمة.
وهذا ما حذر القديس بولس تلميذه تيموتاوس منه بقوله له:
”جاهد الجهاد الحسن، متمسكا بالايمان والضمير الصالح، وقد رفضهما الناس فتحطمت سفينة ايمانهم”.
وفقدان الرجاء والامل يأس، واليأس طريق الى الموت، والفناء.
لذلك ينادي بولس الرسول بأعلى صوته قائلا:” وصار لنا افتخار برجاء مجد الله”.
و”مع قطع الرجاء، لا يعود الانسان يرجو من الله خلاصه، والمساعدات التي تمكنه من بلوغ هذا الخلاص، او مغفرة خطاياه.
فهو يقاوم جودة الله، وعدالته – لان الله وفي لمواعيده -ورحمته”.
وهذا هو خطأ يهوذا الاسخريوطي، التلميذ الخائن الذي “اسلم السيد المسيح، بثلاثين من الفضة، لاعدائه ليصلبوه”.
وقد يكون “المرض مدعاة يأس، وسببا للانطواء على الذات، والثورة على الله، كما ان المرض بإمكانه ان يجعل الانسان ناضجا، ويساعده على اكتشاف ما ليس في حياته بالجوهري ليلتفت الى ما هو حقا جوهري.
وفي غالب الاحيان، يدفع المرض الانسان الى البحث عن الله والعودة اليه”. آمــــــــــــين.