HTML مخصص
11 Dec
11Dec

إنَّهُ شهر ميلاد الربّ يسوع المسيح.

إنَّ الربّ يسوع  هو من وعدنا بالسلام، لا بل انه سلامنا.

ان الانجيلي يوحنا يقول: “السلام أستودعكم، سلامي  أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أنا أعطيكم.

لا يضطرب قلبكم ولا يخف”، وكم نحن في حاجة الى سماع مثل هذه الاقوال المطمئنة، خاصة عندما تصدر من فم الله، القدير على كل شيء، والصانع السلام.

لا بل انه هو سلامنا، على ما يقول القديس بولس: “يسوع هو سلامنا، وهو من جعل الاثنين واحدا، وفي جسده نقض الجدار الفاصل بينهما، اي العداوة، اي ان العالم قبل يسوع كان مقسوما الى شعبين منفصلين متناقضين، يستحيل الجمع بينهما، الشعب اليهودي والشعب الوثني. 

فالمسيح يسوع  هو الفادي وحده جمعهما شعبا واحدا، وهيكلا جديدا واحدا، وانسانا جديدا واحدا.

فهو يريد أولا ان يقودنا الى سر الله، صوب النور الذي لا تطيقه عيوننا، والذي نهرب منه لهذا السبب.

ولكي يسمح لنا بان نصل الى هذا النور، فهو يظهر لنا شفافية النور الالهي في شؤون هذا العالم، وفي وقائع يتألف منها كل يوم من ايامنا، فهو من خلال وقائع كل يوم، يريد ان يظهر لنا ما في كل الاشياء من عمق حقيقي، وبالتالي الاتجاه الصحيح الذي يجب ان نتخذه كل يوم لنكون في الطريق الصحيح، فهو يظهر لنا الله، ليس الها مجردا، بل الله الذي يعمل، ويدخل في حياتنا، والذي يرغب في ان يقودنا باليد. 

فهو من خلال كل يوم، يظهر لنا من نحن، وما علينا ان نفعل.

وهو ينقل الينا معرفة متطلبة، لا تكتفي بمعرفة جديدة، ليس هذا قصده الجوهري، بل معرفة تغير حياتنا: ان الله هو في الطريق اليك.

ولكنها معرفة تتطلب امرا لا بد منه: كن مؤمنا، ودع الايمان يقودك، وإمكانية الرفض هي واقع ظاهر، لان المثل هو خلو من الوضوح الذي نحن في حاجة اليه”. 
“اجل ان الله هو أقرب الينا من ذاتنا، ويبقى علينا ان نكتشفه في أعماقنا، وان نصغي اليه، ولا يمكننا ان نصغي اليه، الا اذا أسكتنا أصوات العالم التي تضج في أعماقنا، وأرهفنا السمع، ولنقل علم الرب صموئيل ان يقول للرب يوم خاطبه:
“تكلم يا رب: ان عبدك يسمع.  آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.