HTML مخصص
12 Dec
12Dec

إنَّهُ شهر ميلاد الربّ يسوع المسيح.


يقول القدّيس بولس في رسالته: 

«لـمّا بلغ ملء الزّمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي» ( غلاطية ٤/٤-٧ ).

ماذا يعني بقوله «لـمّا بلغ ملء الزّمان»؟ يعني أنّه حين حان الأوان.

في وسعنا أن نستشفّ من هذه العبارة أنّ خطيئة الإنسان لم تكن في أنّه حَلَم أو رغب في أن يصير إلهًا، بل في أنّه أراد أن يكون إلهًا قبل الأوان الذي حدّده الله، وبغير الطريقة التي أرادها الله وبمنأى عن الله.

وتكون هكذا خطيئة الإنسان خطيئة طيش وتكبّر وادّعاء.

لكنّ هذه الخطيئة لن تقضي على رغبته في الألوهة ولا على إرادة الله في إشراكه في هذه الألوهة. 

فإنّ الله تعالى كان، برضاه، مصمّمًا على منح الإنسان الألوهة، أخطئَ الإنسان أم لم يخطأ، فإنّ شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشرّ كانتا مزروعتين ومنتصبتين طيّبتين للأكل، مُتعةً للعيون، ومُنيةً للتعقّل كما ورد في الكتاب المقدّس، لكنّ وقت قطافهما ما كان بعد قد حان.

وقد كشف عن هذا  التصميم، تصميم الله، الإنجيليُّ يوحنّا بإعلانه: " أمّا الذين قبلوه، أولئك الذين يؤمنون باسمه، فقد آتاهم أن يصيروا أبناء الله، أبناءً لم يولدوا من دمٍ ولا من رغبة جسد، ولا من إرادة رجل، بل من الله".

إنّما أراد الله أن يمنح الإنسان الألوهة بوسيلته هو.

وهذه الوسيلة كشف عنها القدّيس بولس بقوله: " أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة ".

حصول الإنسان  على البنوّة هو إذن عن طريق ابن الله المتجسّد. 

هذا ما أشار إليه القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته الألف الثالث (رقم ٦) بقوله: «إنّ الله ذاته يتكلّم في الكلمة الأزليّ الذي صار بشرًا.

هنا نلمس النقطة الجوهريّة التي تميز المسيحيّة من سائر الأديان التي عبّر فيها الإنسان منذ البدء عن سعيه في طلب الله.

نقطة الانطلاق في المسيحيّة تجسّد الكلمة.

هنا لم يعد الإنسان هو الذي وحده يطلب الله، بل هو الله يأتي بذاته يتحدّث للإنسان عن نفسه ويَهديه سبيل البلوغ إليه». 

لا يسعنا أمام هذا السرّ  إلاّ أن نعجب ونسبّح الله ونمجّده بفرح وسلام كما فعلت مريم وكما فعل الرعاة والمجوس. آمــــــــــــين.


/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.