ولا شكّ أنّه ما من خطيئة مهما عظمت تقدر أن تسقط عنّا هذه البنوّة.
لكنّ المطلوب منّا هو أن نتصرّف ونسلك بمقتضى هذه البنوّة.
علينا أن لا نجعل من هذه البنوّة، من هذه الحريّة، فرصة للجسد، كما يطلب منّا القدّيس بولس.
كذلك، رسالتنا نحن المسيحيّين هي بعد اليوم أن نبشّر بأبوّة الله للبشر وببنوّتهم له، وأن نعمل على تجسيدها في العالم بكلِّ مفاعيلها، وأن نحارب كلّ ما يشوّهها، كلّ ما يقف عقبة دون تجسيدها منذ اليوم وفي كلّ مظاهر حياتنا ومناحيها.
إنّ أبوّة الله للبشر أجمعين تحدّد لي كيف أقف منهم وأسلك معهم: إنّهم جديرون باحترامي وتقديري ومحبّتي وخدمتي وتضحيتي.
بالميلاد شارَكنا المسيح في إنسانيّتنا وشاركناه نحن في ألوهته.
وقد عَلَّمَنا كيف نسلك بمقتضى طبيعتنا الجديدة هذه. فلنأتمَّ به، فرحين بنعمة الميلاد والبنوّة وشاكرين عليها.
وكما فعل هو، لننصر المظلومين وننتصر للحقّ، لنعطِ الفقراء ولنستقبل المنبوذين والمهمّشين، لنحرّر المستغلّين والمقيّدين، لنعمل من أجل السلام انطلاقنا من عائلتنا إلى مجتمعنا إلى وطننا إلى العالم كلّه.
"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة"؟ كيف لا نعلن مع الملاك "إنّي أبشّركم بفرح عظيم وُلد لكم مخلّص"؟
كيف لا نرحّب مع الكون بالطفل الإلهيّ يسوع المسيح. آمــــــــــــين.