HTML مخصص
15 Dec
15Dec

إنَّهُ شهر ميلاد الربّ يسوع المسيح.

أطاع الرعاةُ الملاكَ وسارعوا للتفتيش عن مخلّصهم، وأصبحوا أوائل الناس في لقاء يسوع المخلّص، قادرين على “تمجيد الله وتسبيحه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم” ( لوقا  ٢ / ٢٠ ).

آمن الرعاة بالأمور التي سمعوها، لم يقولوا: “هيّا نذهب ونرى ما إذا كان هذا الذي أُخبِرنا به سيحدث فعلاً”، لكنّهم قالوا: “هيّا نذهب ونرى ما حدث”.

آمنوا بكلمة الرب على لسان الملاك قبل أن يَرَوا فعلاً أنّها تحقّقت. فَـ”طوبى للذين يؤمنون ولم يَرَوا” (لوقا  ٢٠ / ١٩ ). 

لنتشبّه بالرعاة، فهم امتلكوا الإيمان الحقيقي، بحثوا عن الطفل في مذود والتقوا به، نشروا رسالة الإنجيل حيثما ذهبوا، وسبّحوا الله بفرح شاكرين.

“إنّ هذا اللقاء بالتحديد بين الله وأبنائه، بواسطة يسوع، هو الذي يعطي الحياة لإيماننا، ويصنع جماله الفريد، الذي يتألّق بطريقةٍ خاصّة في مغارة الميلاد” كم كان يوسف ومريم سعيدين عند قدوم الرعاة إليهم. 

فعلى الرغم من تغاضي الأغنياء عن هذه البشرى السارّة، تمَّ تكريم الطفل الإلهي من قِبَل هؤلاء الرجال الفقراء، وهؤلاء أيضاً لم يحتفظوا بما سمعوه ورأوه لأنفسهم.

لقد قال الملاك “ها إنّي أبشّركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كلّه” ، لذلك “جعلوا يُخبِرون بما قيلَ لهم في ذلك الطفل” (لوقا ٢ / ١٧ ).

كالرعاة، نحن المؤمنين بالمسيح، سنُخبِرُ عنه أمام الذين لا يعرفونه، بل أمام العالم بأسره. هلمّوا نذهب إلى بيتهلمّوا إلى بيت لحم، حيث يتحلّق الجميع “حول المغارة المليئة بالفرح، دون وجود أيّ مسافة بين الحدث الذي تمّ والخليقة التي تشارك في الاحتفال بمجيء يسوع.

الملائكة مع النجم المتلألئ علامة حسّية على أنّنا مدعوّون نحن أيضاً للانطلاق إلى مغارة بيت لحم والسجود للرب يسوع” (رسالة البابا فرنسيس نفسها: “علامة رائعة”، فقرة رقم 5).

أدرك الرعاة بتواضعهم وفقرهم كيف يستقبلون حدث التجسّد. 

وكذلك فعل المجوس الثلاثة وهم الحكماء القادمون من المشرق لملاقاة الملك المولود، فقدّموا له هداياهم ذهباً ولباناً ومرّاً. 

“لهذه الهدايا معانٍ رمزية: الذهب يرمز إلى ملوكية يسوع، واللبان إلى ألوهته، والمرّ إلى إنسانيته المقدّسة التي عرفت الموت والدفن” (البابا فرنسيس، الرسالة نفسها: “علامة رائعة”، فقرة رقم  ٩ ).

أصيب المجوس بالإرهاق والملل، فقد سافروا فترةً طويلةً يبحثون عن الملك المولود، تابعين النجم الجديد الذي سطع في السماء معلناً ولادة المخلّص، وقادهم إلى ذاك المكان حيث وجدوا الطفل ووالدته. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.