"ميلاد يسوع المسيح، إبن داود، ابن ابراهيم"،( متى ١/١ ) ، قال فيها: "في هذا الأحدالسابق للميلاد، تتلو الكنيسة إنجيل نسب الرب يسوع إلى العائلة البشرية، بحيث يتحدر من سلالة ابراهيم وداود وصولا إلى يوسف رجل مريم.
فيأتي ميلاده في اكتمال مسيرة الأجيال وملء الزمن.
إنه المخلص الفادي الذي انتظرته الشعوب.
ويبقى هو هو، بعد ميلاده، محط انتظار كل الأمم وكل إنسان.
إننا نلتمس النعمة بأن نكون دائما في حالة بحث عنه وانتظار".
"عيد الميلاد دعوة للبحث الدائم عن يسوع المسيح، لكونه "الطريق والحق والحياة" ( يوحنا ١٤ / ٦ ).
فخارجاً عنه ضياع وضلال وموت.
إنه الطريق المؤدي إلى الحقيقة التي تعطي الحياة.
هو دليلنا إليه.
لقد أظهر ذاته لنا بتجسده لكي نجده، ونظل في بحث دائم عنه.
في البحث عن يسوع المسيح نصلي صلاة المزمور: "وجهك يا رب ألتمس" ( مزمور ٢٦ / ٨ ).
إنه هو نفسه يعلم قلوبنا كيف وأين نفتش عنه؟ أين وكيف نجده؟ وليهتف إليه كل واحد وواحدة منا مع القديس انسلموس : "أنت إلهي، أنت معلمي، ولم أراك قط.
أنت خلقتني ثم خلقتني ثانية، بالمعمودية والميرون، أوليتني خيوري كلها ولم أتعرف إليك بعد.
صنعتني لكي أراك، ولم أحقق بعد غايتي.
يا لتعاسة الإنسان، إذا أضاع ما خُلق لأجله".
"عيد الميلاد دعوة لانتظار يسوع المسيح في سهر الحياة، كما يوصينا الرب نفسه: "إسهروا وصلوا (متى ٢٦ / ٤١ ).
لقد انتظرته الأجيال، قبل تجسده، من إبراهيم إلى داود.
وهم يصلون صلاة المزمور: "ذابت نفسي شوقاً إلى خلاصك" (مزمور ١١٨ / ٨١ ).
ما زلنا نحن، بعد تجسده، نتلو المزمور إياه، وننتظر تجليات نعمة يسوع المسيح فينا بالروح القدس.
لقد ولد كلمة الله مرة واحدة بالجسد الذي أخذه من مريم البتول.
لكنه بحبه للبشر يود أن يولد باستمرار بالروح في الذين يؤمنون به ويحبونه.
إنه الإنسان الجديد الذي لبسناه بالمعمودية، ونحن مدعوون بنعمته إلى النمو بالفضائل الروحية. آمــــــــــــين.