انتظره البعض آتياً لخلاص شعب، فأتى معانقاً كل البشرية وفي كل عصر منذ آدم إلى أيامنا.
يوافينا اليوم طفلاً صغيراً في قلب مغارة.
أضنانا الجوع إلى مراحمه فأتى ويأتي في كل زمن ليزيل عن قلبِ بشريَّتِهِ ثقَلَ الحجر ويزرعَ في مغارة قلبها بصيص النور والأمل.
في يوم الميلاد، قدمت البشرية عبر المجوسِ ملوكِ الشرق يسوع المسيحِ المولودِ الذهبَ والمُرَّ واللبان.
دعوتنا اليوم أن نستقبل طفل المغارة بذهبٍ ولبانٍ بها عطاءً على أخينا الفقير والملهوف والمهجر والذي نقرأ في وجهه وجه يسوع.
دعوتنا اليوم أن نجسد هدية الميلاد إحساناً وصدقةً يتنسم منها الرب رائحة الرضى والعرفان.
دعوتنا اليوم أن نستقبله بقلوبنا التي تلتمع بنقاوة الذهب عندما تنظر إلى الآخر المحتاج وتستدر بعطفها تجاهه مراحم رب السماء طفلِ المغارة.
دعوتنا أن نستقبله وندفن تحت أقدامه مرُّ ومرارة حياتنا وأن نسكب صلاتنا دموعاً تسأله الرأفة بعالمه في فترة الوباء العصيب.
دعوتنا اليوم أن نبقى أمناء لبُنوّتنا له عبر تآخينا وترجمة هذا التآخي أفعالَ رحمةٍ تجاه الأخ الآخر.
في عشية هذا العيد الحاضر، نتوجه كلنا بالقلب والذهن إلى مغارة بيت لحم ونقف إلى جانب تلك الأم الطهور، مريم البتول، التي وضعت على قش مزودٍ رجاءَ وخلاصَ البشريّةِ.
نضم صلاتنا إلى صلاتها.
ونسأل رحمات الطفل الإلهي للعالم بأسره.
نسأله الرحمة لمن قضى في هذه الحرب بفلسطين واليوم بلبنان.
نسأله وهو طبيب النفوس والأجساد، أن يكون مع الجيش اللبناني في مواجهة هذا الظرف الصعب.
نسأله أن يعضد ويواسي القلوب الكسيرة وأن يرفع هذه الغمامة عن عالمه.
نسأله وهو المضيء عتم المغارة، أن يرسل نوره وعزاءه لكل المكتنفين بالضيقات.
نسأله السلام للعالم الذي يتخبط في موجات العنف والإرهاب.
نسأله من أجل الأرض التي ولد فيها، من أجل الشرق الجريح وقلبه فلسطين بشعبها المصلوب على قارعة طريق الأمم.
نسأله السلام والاستقرار للبنان ولسوريا ولشرق الأوسط وللعالم كلهُ ولكل بلدٍ وبقعة من هذا الشرق ومن هذا العالم. آمــــــــــــين.