HTML مخصص
27 Dec
27Dec

إنَّهُ شهر ميلاد الربّ يسوع المسيح.

ضروريٌّ أن نفكرَ بشكل جاد بايمانِنا بيسوع المسيح ، وان نجدّد التزامَنا به بوضوح، في عالمٍ لا يُبالي بالقيم الانسانية والروحية، ويستسلم بانانيّة للماديات والشهوات، عالم بدأ يعتمد أكثر فأكثر على الذكاء الاصطناعي من دون تقييم مخاطره على البشرية، عالم يختلف تماماً عن السابق؛ عالم أنظمته السياسية والأمنية والاقتصادية غير مستقرّة، عالم يعيش حروباً في لبنان والاراضي المقدسة، وسوريا والشرق الأوسط ، وصراعاتٍ هنا وهناك، بينما الناس المساكين ينتظرون إحلال السلام الذي أعلنه الملائكة ليلة الميلاد “وعلى الارض السلام”. ( لوقا ٢ / ١٤ )

وما يزالون يفتقدونه!.

نحمل أحياناً كثيرة أفكاراً خاطئة عن يسوع المسيح، أفكاراً خياليّة غير واقعية، ولا تتماشى مع الكتاب المقدس.

ونتعامل معه كشخص مجرّد، بدل ان يكونَ شخصاً حقيقيّاً. 

يبدو أن دور المسيحيين الريادي في مدّ الجسور مع بعضهم البعض، ومع غيرهم تراجع، لذا لم يعودوا قادرين على التأثير، فتوجَّهوا إلى الهجرة.

نحن المسيحيين المشرقيين نحتاج ان يكون لنا وعيٌّ كاملٌ بإيماننا، ومعرفة وافية به بعيداً عن المعلومات “المُعَلًّبَة” التي ألِفناها، حتى يظلّ قلب يسوع المسيح نابضاً فينا، فنبثّ الرجاء في القلوب والانتعاش الانساني والاخوي والروحي في مجتمعاتنا. 

الحقيقة هي عند من يَعيشُها بصدق وينقلها بأمانة.

يجب أن نعرف من هو يسوع المسيح بالنسبة لنا وما الجديد الذي أتى به.

هذا هو السؤال الجوهري الذي طرحه يسوع نفسُه على التلاميذ. 

وجاء جواب بطرس: “أنت المسيح، ابن الله الحيّ” (متى ١٦ / ١٣ - ١٤ ).

هذا الإيمان يبيّن من نحن وماذا ينبغي أن نكون.

ولد يسوع المسيح من مريم الطاهرة ، التي قمًّطته ، وربَّته. 

بكى وصرخ، وأكل وشرب ونام ولعب مع أقرانه.

وعندما كبر اشتغل وتعب.

وهذا لا ينتقص من عظمتا. 

كان ليسوع اصدقاء وصديقات، وعائلات عزيزة على قلبه مثل عائلة لعازر واختاه مريم ومرتا، وشارك مع مريم امّه، ومار يوسف في عرس صديقٍ بقانا الجليل ( يوحنا ٢ / ١-٢ )، وإلا مامعنى أنه صار إنساناً كاملاّ، وأنه “مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، ما عدا الخطيئة ”( عبرانيون ٤ / ١٥ ).

بدأ يسوع المسيح رسالته عندما بلغ عامه الثلاثين.

وشكَّل حولَه حلقةً من التلاميذ والتلميذات لمواصلة رسالته. 

وكانت التنشئة في زمانه تستغرق ثلاث سنوات.

الاقلية قَبِلتهُ ورَفَضَتْهُ الاغلبية. 

في النهاية صلبَه اليهود، لكن الله أقامه لأمانته.

قيامته هي من مستوى آخر للوجود ، وتشكل رجاءنا في حياة كاملة ومفرحة.

المجتمع الذي عاش فيه يسوع كان عبارة عن مزارعين ورعاة ورجال دين يهود متشددين، لم يكن لديهم وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي نملكها اليوم : مثل الكمبيوتر والموبايل والراديو والتلفزيون والصحف. 

يسوع المسيح كان يملك ذاته. 

كان يملك الموهبة والنعمة ، وقلباً نابضاً يُصلي ، وجسَداً مرهفاً يُحب الجميع ، ويخدمهم من دون استثناء : “ابن الإنسان جاء ليَخْدُم لا ليُخْدَم” (مرقس ١٠ / ٤٥ ).

يسوع المسيح بشَّر بالله كأب ، ينبوع المحبة.

كلُّ كلامِه دار حول حقيقةِ الله ، وحبِّه الأبوي.

وسلَّطَ الضوءَ على بنوَّتنا له ، وأعتبارنا أخوات وإخوة في عائلة واحدة هي عائلة الله ، في غاية الفرح والسعادة.

هذا هو السرّ الجديد الموحى بيسوع المسيح ، والذي كلَّمنا عنه بشغف وجرأة ، وجسَّده قولاً وعملاً.

علَّمنا ان الحبَّ يبقى ابداً  لأن الله محبة ، و”اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً” ( ١  كورنثية ١٣ / ٨ ). 

يسوع المسيح هو كلمة الله ، يتحدث عنه ، وباسمه بدون تكلُّف.

وأعطى عاديّات حياته معنىً وروحاً وحبّاً مدهشاً. آمــــــــــــين.

وُلِدَ يسوع المسيح هللّويا.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.