لبنان الجريح ، ولأنّ الميلاد زمن الرجاء والأمل، نصلّي كما صلّينا ودعونا في السنوات السابقة كي يتوقّف العابثون بالوطن والأرض والحضارة عن بثّ الكراهية وتأليب المتآمرين على أمن لبنان واستقراره.
لقد قُتل الآلاف وتهجّر الملايين، وتهدّمت البُنى التحتية بفعل الصراع المجرم الذي بداء من جديد بحرب ضاروسى مع فلسطين المحتلة.
نضرع إلى الرب لتثمر الجهود الخيّرة التي تُبذَل، إلى إنهاء الحرب وإعادة الوحدة إلى شعبنا الحبيب التوّاق إلى السلام والأمان وإعادة البناء في الحجر والبشر، ليولد لبنان الجديد في عيد ميلاد الربّ يسوع، فنفرح ونحن نسمع أجراس كنائسنا مبشّرةً بولادة المخلّص وبخلاصها من التكفيريين والمجرمين.
وإلى العمل الجدّي لتشجيع من هاجر ونزح كي يعود إلى أرض الآباء والأجداد، حراً، آمناً، محترماً، في وطنٍ متّحدٍ، وتحت رعاية الدولة وسلطتها.
ونتوجّه مصلّين إلى طفل السلام كي يحلّ السلام في أرض السلام، سائلين الرب ألا تؤدّي إلى مزيد من المآسي والويلات بحق أبنائنا.
فبالحكمة والتروّي يبقى لبنان للسلام والبناء لا للحرب والدمار.
نسأل الرب يسوع أن ينشر أمنه وسلامه في ربوع ، هذا الوطن ليحيا بالمحبّة والوئام، ويتعاضد شعبنا من أجل ازدهار الوطن، مهما اختلفت انتماءاته وتوجّهاته.
وها هو قداسة البابا فرنسيس يشدّد في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام للعام ٢٠١٨، بعنوان مهاجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام، على ضرورة أن نعانق بروحٍ من الرحمة جميعَ الأشخاص الهاربين من الحروب والمجاعات، ومن يُرغَمون على ترك أرضهم بسبب التمييز والإضطهادات والفقر.
نصلي : رب يسوع ، يا من صرتَ جسداً، فسكنتَ بين البشر، وانتسبتَ إلى الأسرة البشرية، وتضامنتَ مع كلّ إنسانٍ، مشاركاً إيّاه في قوّته وضعفه، فتُضحي له الفادي والمخلّص.
لقد حقّقتَ الوعود الإلهية بالخلاص، وأظهرتَ لنا أنّ حياة الإنسان مسيرة قداسةٍ نحو الله، مهما كانت ظروف حياته.
أنرْ أيّها الآب السماوي الـقـُدُّوس ، عجباً، تاريخَ الشعوب والثقافات، لنهتدي بنور إبنك هذا الطفل الإلهي الذي ولدَتْه البتول مريم للعالم أجمع ، هبنا أن ننتظره بفارغ الصبر ليتجسّد في قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعنا الجريح لك المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد. آمــــــــــــين.