HTML مخصص
13 Apr
13Apr

في هذا الأحد المُبارَك من الصوم الكبير  نستعد مع الرب ونقصد  الرجوع إلى الله من كلّ القلب بروح التوبة والتقشّف، وإلى بعضنا البعض بروح المصالحة والتعاون، وإلى إخوتنا وأخواتنا الذين في حاجة بمدّ يد المساعدة الحسيّة والروحيّة والمعنويّة إليهم.

يدعونا الله في زمن الصوم المليء بالأصوام والصلوات والتقشفات وسماع كلام الحياة لنرجع إليه.

فهو ينتظرنا بمحبّة الأب، كما انتظر الأب إبنه الضال واستقبله عند رجوعه بذراعين مفتوحين، وبقبلات الحبّ، وبوليمة الفرح. 


فلا نسقطنّ في تجربة التأجيل. 


فدعوة الله ملحّة لخلاصنا وسعادتنا الحقيقيّة.

لا يكفي هذا الرجوع بالكلام والنيّة والتمنّي والوعد.

فلا رجوع إلّا بالفعل، بدأنا رجوعنا يوم قبلنا وسم الصليب بالرماد على جباهنا في صباح اليوم الأوّل من الصوم الكبير، المعروف بإثنين الرماد.

بهذه العلامة أقرّينا "أنّنا تراب وإلى التراب نعود".

أقرّينا أنّنا ضعفاء وسريعو العطب، وأنّنا بحاجة إلى أن يحيينا الله بروحه القدّوس معطي الحياة، ويجدّد خلقنا، مثلما فعل في الخلق الأوّل إذ "جبل الربّ الإله الإنسان ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة".

لا شكّ عندنا في أنّ شعبنا المؤمن يتهافت إلى الكنائس والأديار ليتبرّكوا بوسم الصليب من رماد على جباههم، ويأخذوا من الرماد المبارك إلى بيوتهم لمرضاهم والمسنّين، كعلامة لتوبتهم عن خطاياهم.

نقول "علامة" للتأكيد أنّ الحاجة تبقى إلى التقرّب من سرّ الاعتراف لله عن خطايانا بواسطة الكاهن الذي باسم الثالوث القدّوس وبالسلطان الكهنوتيّ المُعطى له يمنح الغفران للخطايا المعترف بها. 


فكما أنّنا بالتواضع تقربنّا إلى أخينا بالإنسانيّة  ، كذلك بالتواضع عينه ننحني أمام الكاهن خادم السرّ المقدّس لنتصالح مع الله ومع ذواتنا ومع بعضنا البعض.

بفضل تقشفات الصوم، ورجوع القلب إلى الله بالتوبة والمصالحة والشفافيّة والابتعاد عن الازدواجية التي يمقتها الربّ يسوع.

إنّنا بذلك نلبّي دعوة بولس الرسول الملحّة: "نحن الآن سفراء المسيح، ووضع فينا كلمة المصالحة.

كما أنّ الله يدعوكم على يدنا، فنحن الآن نستحلفكم أن تصالحوا الله، لأجل المسيح، الذي لم يكن يعرف الخطيئة، وقد جعله الله خطيئة لأجلنا، لنصير به برَّ الله".  آمــــــــــــين. 


أحد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.