يدوم الصوم الكبير سبعة أسابيع، استعدادًا لعيد الفصح.
يبدأ في إثنين الرماد، وينتهي يوم سبت النور مساءً.
ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف اللّيل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وعلى القطاعة عن اللحوم والبياض (الحليب ومشتقّاته والبيض).
كلّنا مدعوّون لنصوم الصوم الكبير، على مثال الربّ يسوع الذي "صام أربعين يومًا وأربعين ليلة حتى جاع".
مسيرة الأربعين يومًا الجماعيّة قائمة على ثلاثة :
١- الصيام . ٢-الصلاة. ٣- الصدقة.
١- الصيام :
بالإنقطاع عن الطعام من نصف الليل حتى الظهر، كعلامة توبة وانسحاق قلب وندامة عن الخطايا العرضيّة والمميتة، مع الإعتراف بها.
فيتجدّد التائب ويبدأ حياة جديدة.
إنّه زمن العودة إلى الله بسرّ التوبة الذي أسّسه الربّ يسوع، بفيض من حبّه ورحمته الإلهيّة، فهو بمثابة ولادة جديدة، تُمحى بها الحياة القديمة المشوّهة بالخطايا.
- الصوم زمن مقدّس نعود به إلى الله، ونتضامن مع الإخوة، ونشارك المسيح صيامه وحياته وآلامه، ونقاوم المجرّب.
٢- الصلاة :
هي رفع العقل والقلب إلى الله، وهي جواب الإنسان على كلام الله الذي يغذّي فينا الإيمان.
إنّها تواضع القلب أمام عظمة الله.
وإنّها حاجة الإنسان إلى الله الذي منه كلّ عطيّة صالحة.
- زمن الصوم هو زمن الصلاة والتجدّد بعطايا الله.
الصلاة الحقّة والمقبولة هي صلاة القلب، لا الشفاه، فإن كان القلب بعيدًا عن الله، تفقد صلاة الشفتين قيمتها.
فالقلب هو سكنى الله، حيث تصبح صلاتنا علاقة عهد مع الله وشركة معه.
٣- الصدقة هي إشراك إخوتنا في حاجاتهم مّما نملك، أكان كثيرًا أم قليلًا.
بالتقاسم والمشاركة ننتصر على تجربة الأنانيّة وجشع التملّك ومحبّة المال التي تناقض أولويّة الله في حياتنا.
إنّ عبادة أموال الدنيا تفصلنا عن الله وعن الناس، وتغشّنا بسعادة هي من سراب.
الصدقة فعل محبّة نقوم به تجاه من هو أو هم في حاجة ماديّة أو معنويّة، روحيّة أو اجتماعيّة.
معهم يتماهى الربّ يسوع.
- القيام بواجب الصدقة يتمّ إمّا مباشرة وإمّا بواسطة تجمّعات وجمعيّات ومؤسّسات خيريّة ومنظّمات معروفة، مثل رابطة كاريتاس لبنان التي هي "جهاز الكنيسة الإجتماعيّ في لبنان"، وتغطّي بمراكزها جميع الأراضي اللبنانيّة.
وإنّها تقيم حملتها التبرّعيّة طيلة هذا الصوم الكبير. آمــــــــــــين.