"الصوم هو مسيرة توبةٍ ومسيرة رحمةٍ تُترجم أفعالاً".
في الصوم الكبير ترافق النفس عريسها المسيحَ الإله.
الصوم الكبير هو مسيرة توبةٍ فتناجي المسيح من على أعتاب الصوم وتحني له ركبة القلب وتتأمل وإياه ، مسيرة الصوم الكبير ، نرفع صلاتنا في هذه الأيام المباركة ونسأل رب الرحمة وإله الرأفات أن يرسل رأفاته إلى العالم أجمع ويبارك الجميع ويديم في القلوب رجاءه الصالح ويغرس في النفوس بلسم عزائه الإلهي ويزرع في الكيان البشري شيئاً من رويّته ونورانيته ويسكت بجبروت صمته ظلامَ هذا العالم المتأجج حروباً وخطفاً وغلياناً وتكفيراً.
الصوم هو مسيرةٌ روحيةٌ تحثُّنا على النظر بصدق في نهج حياتنا على ضوء تعاليم الإنجيل المقدس ، على مدى أربعين يوماً نستعدّ فيها لاستقبال عيد قيامة الرب.
الصوم زمنٌ فريدٌ للالتزام الروحي والتقشُّفي العميق القائم على نعمة المسيح الذي يجدّد لنا الدعوة :
"توبوا وآمنوا بالإنجيل".
زمن الصوم هو مسيرة توبة، أي عودة روحية نادمة إلى الله، بالروح القدس، فيها نسمعُ كلامه المحيي كي يشعّ بنوره في حياتنا، فنكتشف نقائصنا وخطايانا ، ونتوب بالنقاوة والوداعة ، ونعقد العزم على التغيير.
وكما اقتاد الروحُ القدوسُ ربَّنا يسوع إلى البرّية ليصوم أربعين يوماً ويُجرَّب من إبليس ويختم صومه بانتصاره الرائع على المجرِّب" ، هكذا يقود الروحُ الكنيسةَ في الزمن ، ويرافقنا ويهدي خطانا في صحراء هذا العالم ، وبخاصَّةٍ في زمن الصوم ، لنختبر مع المسيح نقصنا وضعفنا ، وحاجتنا إلى التوبة والتجدُّد.
فالصوم هو زمن التوبة والاعتراف بخطايانا ، لتتمّ مصالحتنا البنوية مع الآب السماوي.