HTML مخصص
كلمة الله موجهة للجميع كان يسوع يجول في القرى والمدن ويعلن كلمة الله.
كان في حركة دائمة، وفي كل منطقة ومكان.
أعلن الكلمة للمؤمنين وغير المؤمنين، للخطأة وللوثنيين، كلمته حب ورحمة وشفاء.
ويريد أن يكون إعلان هذه الكلمة واجبا أساسيا في حياة الجماعة الكنسية.
إن كلمة الله حية وفعالة، وأمضى من سيف ذي حدين، وهي تلج حتى مفرق النفس والروح، والمفاصل والمخ والعظام، وتحكم على مقاصد القلب وأفكاره ( عبرانيين ٤/ ١٢).
ما لم يضع كل واحد وواحدة منا ذاته تحت مجهر كلمة الله ، لن يستطيع أن يغير شيئا في حياته ومسلكه ورأيه وعاداته وشوائبه وأخطائه.
بعد أن أعلن يسوع كلام الملكوت دعى تلاميذه الأول، واحدا تلو الآخر.
فكان أولهم سمعان وأخوه أندراوس.
كانا صيادي سمك ، فمر بهما على الشاطئ وقال :
"اتبعاني ، أجعلكما صيادي الناس" (متى ٤ / ١٩ ).
فتبعاه وسلمهم شبكة كلمة الله ومحبته فاصطادا بها جميع الناس، فيما هما يبحران في بحر هذا العالم.
من دون إعلان كلمة الله في كل مكان ولكل شعب، لا تستطيع الكنيسة أن تبتغي الإيمان.
فالإيمان من السماع ، والسماع يقتضي مبشرين ، على ما يقول بولس الرسول (روما ١٠ / ١٤ ).
فالصيام يقتضي الصلاة، لكي ينفتح الإنسان على كلام الله ويصغي إليه بقلبه، ولكي تحيا فيه محبة الفقراء فيمد لهم يد الصدقة.
صوم وصلاة وصدقة هذا المثلث يشكل كيان الصوم الكبير.
وهو كيان لا يقبل التجزئة.
بعد أن صام ربنا يسوع في البرية أربعين نهارا وأربعين ليلا ، وجاع ، دنا منه المجرب وقال له :
"إن كنت أنت ابن الله ، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا".
فأجابه وقال :
"مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى ٤ / ٣ - ٤ ).
بهذا الجواب يتضح أن الإنسان بحاجة في آن إلى خبزين ، لا يمكن الإستغناء عن أي منهما للعيش : الخبز المادي وخبز كلمة الله.
الخبز المادي هو اليوم حاجة شعبنا الجائع ، وغيره من شعوب الأرض.
ولذا ، زمن الصوم الكبير هو زمن خدمة المحبة بالشكل المكثّف في الرعايا. آمــــــــــــين.
أحد مُبارك للجميع.
/الخوري جان بيار الخوري/