HTML مخصص
06 Apr
06Apr

في هذا الأحد المُبارك نجد ظهور رحمة يسوع المسيح العظيمة في ما فعل متحدِّياً  عدوى  المرض : "ونرى يسوع دومّاً يمدَّ يده ويلمس المريض".

ثمّ يتكلّم معهُ.

وهنا يَظهر  حنان الرب يسوع  وهو حنان الله الذي نهتف له في القداس :

"يا حنون ، يا رحوم ، يا محبّتً  للبشر ارحمنا".  

ليس الله مجرّد "مدير ناجح" لهذا الكون.

بل هو أب وأمّ وأخ وصديق.

هو الحبّ والحنان.

لذلك ، يختبر المؤمن كلّ يوم تعزيات الله له في جهاده.

لا يدعنا الله لوحدنا في صحرائنا ، بل نختبر دومًا يده الحنونة تسندنا وتعزينا وتضمّد جراحنا.

إنّ رحمة يسوع المسيح الربّ أكبر من عدوى أي  مرض.

لم تنتقل عدوى المرض إلى يسوع  بلمسه للمرض ، بل انتقلت محبّته القديرة الشافية إلى المريض ، فزال ، وطهر جسده  ذاك المسكين.

لم يخالف يسوع "الشريعة" المانعة لمس المريض ، بل رفعها إلى كمالها.  

كانت "الشريعة" لحماية الناس من عدوى المرض ، أما يسوع فأكملها بلمس يده محوّلًا إياها أداة لشفاء المصاب.

هنا نفهم قول بولس الرسول :

" الحرفُ يقتل والروح يبني" (٢ كورنتوس  ٣ / ٦ ). 

نحن مدعوّون لنسمع المرض يعلّمونا  أنّ الربّ يشاء  أيضاً خلاص كلّ واحد منّا ، تماماً ، كما فعل مع المريض وكل مريض. 

يدعونا لنعي أهميّتنا في قلب الربّ.

علينا أن نذكر دائمًا ما يفعله الله من عظائم من أجلنا كلّ يوم ، وأن نثق به ونسلّم له ذواتنا.

لقد حضّر الله الخلاص لكلّ إنسان قبل أن يصوّره في حشا أمّه.

هذا ما جعل القديس أغوسطينوس يقول :

"الله أقرب مني أكثر ممّا أنا قريب من ذاتي !".


ما يزيدنا ثقةً وتسليماً ، هو قدرة الله غير المحدودة.

فهو يعمل بقوّة كلمته.

لا شيء قادر على الوقوف أمام الله.

هو ضابط الكلّ.

يحاول المجرّب إيهامنا  أنّ كلّ قوى الشرّ هي أقوى من الله ، وأنّنا بالتالي معرّضون في كلّ لحظة للسقوط ، بلا قيامة.

ولكنّ الحقيقة غير ذلك.

وهي أنّ إلهنا أقوى من الموت.

"فقد وطئ الموت بالموت ووهب الحياة للّذين في القبور".


ونحن اليوم أشرفنا على  نهاية الصوم الكبير ما علينّا إلا الإسراع نحو الكاهِن ، أي نقصد الكاهن في الكنسيّة تائبين ونادمين  على خطايانا وطالبين نعمة الغفران من الله وملتمسين المصالحة معه ومع جماعة المؤمنين التي هي الكنيسة.  


ففي سرّ التوبة ، يسمع الكاهن الإقرار بخطاياي ، ويتيقّن من توبتي ، فيمنحني بسلطانه الإلهي الحلّ من خطاياي ، وبذلك يصالحني مع الله والكنيسة ، ويعيدني إلى حياة الشركة معها.  

ثمّ اشارك في ذبيحة القداس التي هي قربان ابن الله التكفيري عن خطايا جميع الناس ، بالإضافة إلى أعمال تكفيرية ، تعويضيّة ، شخصيّة ينبغي أن يقوم بها كلّ واحد منا. آمــــــــــــين. 


أحد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.