HTML مخصص
16 Apr
16Apr

أسبوع  الآلام :  أحبّ الرّبّ يسوع يهوذا وجعل منه أحد رسله الاثني عشر وعامله كما عامل بقيّة الرّسل من دون أيّ تمييز.

بيد أنّ يهوذا لم يستجب لهذا الحبّ بل خانه بعدم تقديره له من ناحية ، " أمّا يهوذا فلم يشأ أن يفهم"، وبحبّه للمال من ناحية أخرى ( لازم الشّيطا . عمي يهوى حبّ المال . سقط من النّور كفر بالجميل ) ، فهلك ولم ينل الخلاص.


- كذلك أحبّ يسوع المجدليّة غير أنّ هذه قدّرت حبّه لها وعرفت كيف تبادله الحبّ ورجعت إليه ، تابت إليه من خطيئتها ، فنالت الخلاص ، مقدّمة لنا مثالاً في عدم اليأس ، أن لا نيأس من رحمة الرّبّ ومحبّته مهما عظمت وكثرت خطايانا ، وأن لا نستسلم لليأس كما استسلم يهوذا بل أن نتوب إلى الرّب كما تابت هي وكما تاب بطرس أيضاً بعد أن أنكر معلّمه وكما تاب اللّصّ الّذي كان على اليمين.

آلام الربّ يسوع المسيح لا نستطيع أن نفهمها  أو أن نقبلها إلّا إذا علمنا أنّ ما دفع إليها هي محبة الله لنا نحن البشر.

الآلام هي التّعبير الكبير عن محبّة الله.

إذا لم ننظر إليها من هذا المنظار لا يسعنا البتّة أن نفهمها ونقبلها. 

صلوات إسبوع  الآلام هي في الواقع تأمّل في محبّة الله لنا الّتي قال عنها يسوع  : " ليس حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه ".


تعلّمنا الكنيسة في صلوات الأسبوع  الآلام  إلى أين يستطيع المرء أن يذهب بحبّه.

لم يتألّم الرب يسوع  المسيح  لأنّه سعى أو يسعى إلى الآلام بل لأنه أحبّ.

وقد قال :  " لقد أحبّني وبذل نفسه من أجلي.

هذا هو سرّ المسيحية ، سرّ الصّليب الّذي قال عنه بولس الرسول  أيضاً :  " لست أعرف بينكم  إلّا يسوع  المسيح  وإيَّاه  مصلوباً " وأيضاً :  " إنّ كلمة الصّليب عند الهالكين جهالة أمّا عندنا نحن المخلّصين فهي قوّة الله " ، " ونحن نكرز بيسوع  المسيح  مصلوباً.

مشكلة اليهود أنّهم لم يستوعبوا حبّ الله لهم وللبشريّة من خلالهم.

لم يرتقوا إلى مستوى الحبّ الّذي عاملهم به الرّبّ يسوع.

ربّما المجدليّة أدركت شيئًا حين قال يسوع عنها : " نالت غفراناً  كبيراً  لأنّها أحبّت كثيراً " ، لأنّها بادلت الرّبّ يسوع المسيح المحبّة بالمحبّة ، لأنّها أدركت ماذا يريد يسوع.

على طول صلوات الأسبوع تهتف الكنيسة للربّ يسوع  المسيح المتألّم ، إنّ "الله محبّة".

ليكن هذا دعاؤنا في هذا المساء وفي كلّ مساء فنشارك الرّبّ يسوع في آلامه ونعيش هذه الآلام. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.