فصح الرب هو فصحنا ! وها قد وصلنا لتوّنا ، مثل مريم المجدلية ، والتلميذين يوحنا وبطرس ، إلى قبر المسيح لننحني أمام سرّ قيامته المجيدة ، ولنستقبل هذه النعمة الفريدة في حياتنا.
- احتفلنا طوال الأسبوع بطقوس جميلة وقديمة أرادت أن تستذكر حسّيا تجربة يسوع الإنسانية في نفس الأماكن ، وقبل كل شيء في نفس المكان الذي دُفن فيه.
والآن وبعد أن أوشكت كلّ هذه الطقوس الجميلة على الانتهاء ، لا يزال يتعين علينا أن نسأل أنفسنا عما فهمناه وعن الأثر الذي تركته فينا الشعائر المعبّرة التي رافقتنا هذه الأيام.
في هذا الزمن المأساوي ، الذي يتّسم بالكثير من العنف في أرضنا والعالم ، هل ما زلنا قادرين على إعلان الحياة والحبّ والنور الذي يحمله عيد الفصح؟.
يكلمنا الإنجيل عن الليل والظلام ، لكنهما لم يعودا مخيفيْن ، لأنهما على وشك الاستسلام لنور الصباح الذي يلوح في الأفق.
- إنه يكلمنا عن حجر كبير ، لكنه مدحرج ولم يعد في مكانه ، عن تلاميذ يركضون ، وعن لفائف ، وهي من علامات الموت ، لم تعد تقيّد أحداً ، وعن عيون ترى وقلوب تؤمن ، وعن كتب مقدّسة تكشف سرّها للجميع.
إنه إنجيل مليء بالحماس والحياة.
إنها كلمة حياة تصل إلينا اليوم وتلمس قلوبنا.
ومع ذلك ، فقد بدأنا نفهم شيئًا واحدًا : لقد حان الوقت للعودة إلى البداية.
هناك حاجة ماسة للقيامة ولحياة جديدة.
فصح المسيح الذي نحتفل به اليوم شعائريا ، يحتّم علينا أيضاً أن نحتفل به في حياة كنيستنا.
- إن عيش الفصح اليوم ، يعني أن نكون هنا واليوم أبناء القيامة ، أي أن نتحلى بالشجاعة للدفاع عن كرامة كلّ حياة ، وعدم الخوف من الليل الذي يلوح في الأفق ، وعدم البقاء جامدين مرعوبين ، ومنغلقين على أنفسنا.
وأن نخرج رغم الليل ، مثل نساء الإنجيل ، للقاء القائم من بين الأموات.
- في العراك بين الليل والنهار ، بين الموت والحياة ، نريد أن نكون أولئك الذين يختارون الحياة ، أي أن تكون لدينا شجاعة المراهنة على السلام ، واستمرارية الثقة بالآخرين ، وعدم الخوف من خيانتهم ، وأن نكون قادرين ، دون كلل أو ملل ، على البدء من جديد في بناء علاقات أخوية ، يحفزنا في ذلك ليس توقّع النجاح ، ولكن الرغبة في الخير والحياة التي غرسها في قلوبنا القائم من بين الأموات. آمــــــــــــين.