HTML مخصص
22 Apr
22Apr

فصح الرب هو فصحنا ! وها قد وصلنا لتوّنا ، مثل مريم المجدلية ، والتلميذين يوحنا وبطرس ، إلى قبر المسيح لننحني أمام سرّ قيامته المجيدة ، ولنستقبل هذه النعمة الفريدة في حياتنا.

 - احتفلنا طوال الأسبوع بطقوس جميلة وقديمة أرادت أن تستذكر حسّيا تجربة يسوع الإنسانية في نفس الأماكن ، وقبل كل شيء في نفس المكان الذي دُفن فيه.

والآن وبعد أن أوشكت كلّ هذه الطقوس الجميلة على الانتهاء ، لا يزال يتعين علينا أن نسأل أنفسنا عما فهمناه وعن الأثر الذي تركته فينا الشعائر المعبّرة التي رافقتنا هذه الأيام.

في هذا الزمن المأساوي ، الذي يتّسم بالكثير من العنف في أرضنا والعالم ، هل ما زلنا قادرين على إعلان الحياة والحبّ والنور الذي يحمله عيد الفصح؟.

يكلمنا الإنجيل عن الليل والظلام ، لكنهما لم يعودا مخيفيْن ، لأنهما على وشك الاستسلام لنور الصباح الذي يلوح في الأفق.

- إنه يكلمنا عن حجر كبير ، لكنه مدحرج ولم يعد في مكانه ، عن تلاميذ يركضون ، وعن لفائف ، وهي من علامات الموت ، لم تعد تقيّد أحداً ، وعن عيون ترى وقلوب تؤمن ، وعن كتب مقدّسة تكشف سرّها للجميع. 

إنه إنجيل مليء بالحماس والحياة.

إنها كلمة حياة تصل إلينا اليوم وتلمس قلوبنا.

ومع ذلك ، فقد بدأنا نفهم شيئًا واحدًا : لقد حان الوقت للعودة إلى البداية.

هناك حاجة ماسة للقيامة ولحياة جديدة.

فصح المسيح الذي نحتفل به اليوم شعائريا ، يحتّم علينا أيضاً أن نحتفل به في حياة كنيستنا.

- إن عيش الفصح اليوم ، يعني أن نكون هنا واليوم أبناء القيامة ، أي أن نتحلى بالشجاعة للدفاع عن كرامة كلّ حياة ، وعدم الخوف من الليل الذي يلوح في الأفق ، وعدم البقاء جامدين مرعوبين ، ومنغلقين على أنفسنا.

وأن نخرج رغم الليل ، مثل نساء الإنجيل ، للقاء القائم من بين الأموات.

- ⁠ في العراك بين الليل والنهار ، بين الموت والحياة ، نريد أن نكون أولئك الذين يختارون الحياة ، أي أن تكون لدينا شجاعة المراهنة على السلام ، واستمرارية الثقة بالآخرين ، وعدم الخوف من خيانتهم ، وأن نكون قادرين ، دون كلل أو ملل ، على البدء من جديد في بناء علاقات أخوية ، يحفزنا في ذلك ليس توقّع النجاح ، ولكن الرغبة في الخير والحياة التي غرسها في قلوبنا القائم من بين الأموات. آمــــــــــــين.

المسيح قام  ، حقًّا  قام.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.