HTML مخصص
05 Mar
05Mar

زمنُ الصّوم الكبير مسيرةٌ روحيّة نستعدّ خلالها للعبور مع فصح المسيح إلى حياة جديدة، عبر توبة القلب وثمارها.


فلمّا بدأ يوحنّا المعمدان رسالته في إعداد القلوب والنّفوس للمسيح الآتي، ممارسًا معموديّة الماء للتوبة، قال للآتين إليه طالبين هذه المعموديّة :

"أثمروا ثمرًا يدلّ على توبتكم". 


هذه الثّمار هي أربع : السَّير في نور الحقيقة ، والصّلاة ، والصّوم ، والصّدقة.

والتّوبة وثمارها تجعل من الصّوم الكبير زمنًا مقبولاً لدى الله ، يجدّدنا مع الطّبيعة الّتي ، من بعد أن تعرّت من عتيقها في زمن الشّتاء، تلبس ثوب الرّبيع من أجل مواسم العطاء.


زمنُ الصّوم الكبير مسيرةٌ روحيّة نستعدّ خلالها للعبور مع فصح المسيح إلى حياة جديدة، عبر توبة القلب وثمارها.

فلمّا بدأ يوحنّا المعمدان رسالته في إعداد القلوب والنّفوس للمسيح الآتي، ممارساً  معموديّة الماء للتوبة، قال للآتين إليه طالبين هذه المعموديّة :

"أثمروا ثمرًا يدلّ على توبتكم". 

هذه الثّمار هي أربع : السَّير في نور الحقيقة، والصّلاة، والصّوم، والصّدقة.

والتّوبة وثمارها تجعل من الصّوم الكبير زمنًا مقبولاً لدى الله، يجدّدنا مع الطّبيعة الّتي، من بعد أن تعرّت من عتيقها في زمن الشّتاء، تلبس ثوب الرّبيع من أجل مواسم العطاء.


التّوبة فضيلة: قوامها رجوع القلب إلى الله بالإرتداد عن الخطيئة وحالتها؛ والإبتعاد عنها وعن أسبابها، مع كره للشّر وللأفعال السّيئة التي اقترفناها. 


وفي الوقت عينه تنطوي على رغبة ومقصد بتغيير المسلك الحياتيّ، مع الرّجاء المتّكل على رحمة الله، والثقة بمساعدة نعمته.

فالتوبة الحقيقيّة تنطوي على ثلاثة: الندامة من كلّ القلب عن الخطايا والذنوب والنواقص، والإقرار بها نوعًا وعددًا وظروفًا، والتكفير عنها بالتعويض المطلوب عدالة، إذ لا غفران من دون عدالة.

هذه العناصر علّمها الربّ يسوع بالمَثَل الواضح في عودة الابن الضّال إلى أبيه.

فلمّا أدرك بالعمق خطيئته، وندم على حالته البائسة بالرّجوع إلى نفسه، عاد إلى أبيه، وأقرّ بخطيئته، وفرض على نفسه تعويضًا عادلًا.

التوبة الحقيقيّة المثمرة هي التي تدرك الخطيئة في جوهرها، في أسبابها ونتائجها.

الخطيئة ظهرت في مسلك الابن الضّال على أنّها سوء استعمال خيرات الدنيا، والإفراط في ممارسة الحرّية الشخصيّة، من دون أيّ رباط وشركة مع الله المُعطي.

إنّها تعلّق القلب والفكر والإرادة بعطايا الله ونسيانه.

فالإبن غادر بحصّته أباه وبيته قاطعًا كلّ الروابط معهما، بسفره إلى بلد بعيد.

فكان أن بدّد ماله بالطيش، وراح بالتالي يفتقر حتى بات راعيًا للخنازير، ويسابقها على أُكُلِها.

ما يعني أنّه بلغ درجة سحيقة من الانحطاط الإنسانيّ والاجتماعيّ.

عندئذٍ رجع إلى نفسه، إلى صوت أبيه في أعماق ضميره، وهو صوت الله، وأدرك حقيقة واقعه المرّ وخطيئته. آمــــــــــــين. 


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.