إنَّ الصلاة والصوم والصدقة ليست ثلاثة أعمال منفصلة، بل هي فعلٌ إيماني واحد.
إنّها انفتاحٌ على الآخر، وتجرُّدٌ ممّا في داخلنا، للمثول أمامَ الله، وعيش الأخوّة مع الآخرين، أخوّة نابعة من إيماننا المسيحي، وليست مجرّدَ تضامنٍ بشري مع الإنسان المُهمَّش.
لِنَسْعَ في هذا الصوم ألا تكون توبتنا توبةً تُحزِن يسوع. فهو يقول لنا :
هذا ما علينا أن نعيشه في زمن الصوم الكبير، فنعمل على تجديد علاقتنا بالله من خلال الصلاة والصوم وأعمال التوبة، وعلى تجديد علاقتنا بالقريب من خلال القيام بأعمال الخير والمحبَّة والرحمة.
وهكذا ندرك أهمّية الصلاة في حياتنا، فهي تقوّي علاقتنا بالله، وتزيّننا بالفضائل، وتعزّز خدمتنا لأجل ملكوت الله، كما توطّد علاقاتنا بإخوتنا وأخواتنا، وتؤول إلى بنيان الكنيسة.
فالصلاة ليست فروضاً نؤدّيها بلا روح ولا عاطفة، بل هي مناجاة الأبناء إلى أبيهم السماوي، مصدرِ الخير والبركة، وهي نموٌّ مستمرٌّ في محبّته واغتناءٌ من روحه القدوس.
بحسب العادة، يطلب المحتاج ممَّن يقدرعلى مساعدته، فإذا كان القادر مُحِبّاً للعطاء، فإنَّه يعطيه بسرور وبلا تردُّد.
أمَّا ما يفوق ذلك، فهو أن يسعى القادر نحو المحتاج داعياً إيَّاه أن يطلب وبلا حدود، واعداً إيَّاه بأنَّه مهما سأل سوف يأخذ وينال!
فهكذا أحبَّ الله العالم، حتَّى أنَّه على أتمّ الاستعداد أن يعطي وبلا حدود - إلى درجة أنَّه بذل ابنه الوحيد - لأجل خلاصنا.
إنّه عطاء المحبَّة الذي يفوق كلَّ توقُّعات المحتاج الذي يطلب ويسأل. آمــــــــــــين.