HTML مخصص
21 Apr
21Apr

يذكّرنا قداسة البابا فرنسيس بأنّ رجاء القيامة "هو رجاءٌ حيٌّ جديدٌ ، وليس مجرّد تفاؤلٍ، أو تشجيعاً ظرفيّاً ، مع ابتسامةٍ عابرة.

كلا، إنّه هبةٌ من السماء ، لم نكن نستطيع الحصول عليها بمفردناً  ، " مؤكّداً أنّ رجاء يسوع مختلفٌ لأنّه يولّد في القلب اليقينَ بأنَّ الله يعرف كيف يحوّل كلّ شيءٍ إلى خيرٍ ، لأنَّه يُخرِجُ الحياة حتَّى من القبر".

- إنّ نور المسيح يدعونا إلى عدم الاستسلام لليأس ، وإلى أن نغذّي روح الرجاء فينا ، أي الثقة غير المشروطة ولا المحدودة بفادينا.

- ⁠إنَّ الكلمة الفصل لا تعود إلى الظلام والموت ، فيسوع فادينا الإلهي أمينٌ وقادرٌ على كلّ شيءٍ ، ومعه لا يضيع شيء.

هو الذي أزاح الصخرة عن باب القبر ، ويستطيع أن يُحطِّم الصخور التي تُغلق أبواب قلوبنا.  

- ⁠يسوع يتقدّمنا إلى "الجليل"، يكلّف الملاك ، وبعده يسوع ، المريمات بالذهاب إلى الرسل وإبلاغهم بأنّ الرب القائم "يتقدَّمكم إلى الجليل" (متى ٢٨ / ٧ ) ، " وهناك يرونني". (متى ٢٨/ ١٠).

- ⁠إنّ يسوع يتقدّمنا إلى "الجليل" ،  هذه الكلمة تحملُ في طيّاتها معنيَيْن : - الأول من الناحية الجغرافية.

- والثاني من الناحية الروحية.

أولاً :  بما أنَّ الجليل هو "المدخل إلى العالم" ، هو " جليل الأمم".( متى  ٤  / ١٥ ) ، أرسل يسوع إليه تلاميذه ، لينطلقوا منه حاملين بشرى القيامة.

إنّها دلالةٌ على أنّ نور الإنجيل هو للعالم كلّه  ، وليس فقط للتلاميذ والشعب اليهودي.

وعلى مثال النسوة المبشّرات بقيامة فادينا  ، واقتداءً بالتلاميذ حاملي هذه البشرى إلى العالم ، نعيش الرجاء "فوق كلّ رجاء" ، ونحمل هذا الرجاء إلى جميع الناس التائقين إليه ، كي يفرحوا بغلبة الحياة على الموت.

-ثانياً :  لقد وعد يسوع تلاميذه بأن يسبقهم إلى الجليل ، وها هو يرافقنا ، بل يسبقنا دوماً ، وينير "جليلنا اليومي"، ويزور حياتنا اليومية بمراحلها كافّةً.

هو أيضاً يدعونا للعودة إلى ذلك المكان حيث التقينا بيسوع للمرّة الأولى، إلى المكان الذي يحمل كلّ ذكرياتنا، حيثُ وُلِدنا ونُولَد مجدَّداً مِن دعوة حبٍّ مجّانية. 

يريدنا يسوع الحيّ فينا أن نعيش الرجاء وننشره أينما حللنا ، فيعمّ الفرح فينا وحولنا.

علينا أن نحمل العزاء ، ونتقاسم أعباء الآخرين ، ونبشّر بغلبة الحياة على اليأس والحزن والقلق ، لتأتي شهادتنا عن قيامة الفادي صادقةً ومُقنِعةً ، ونحن نتواكب برفقة الرب يسوع ، فنبقى قرب إخوتنا وجميع المحتاجين إلى سندنا الأخوي ، خاصّةً في هذه الأيّام الصعبة التي نعيشها.

وهذا ما تعمل عليه الكنيسة من خلال ما تطلقه من مبادراتٍ للوقوف إلى جانب المؤمنين في مواجهتهم المحن والأزمات على أنواعها. آمــــــــــــين.

المسيح قام  ، حقاً  قام.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.