HTML مخصص
16 Mar
16Mar

الصوم لا يحتاجه الله ، إنما نحتاجه نحنُ. 

انه زمن متميز للمؤمنين لمراجعة الذات وتطهيرها ، وتصحيح المسار عبر الصلاة الدائمة والتأمل العميق في الكتاب المقدس ، من اجل ترسيخ العلاقة مع اللّه والمصالحة مع الاخرين ، وفعل الاحسان لمن يحتاج.


الصوم زمن الرجوع إلى الله من كلّ القلب بروح التوبة والتقشّف ، وإلى بعضنا البعض بروح المصالحة والتعاون ، وإلى إخوتنا وأخواتنا الذين في حاجة بمدّ يد المساعدة الحسيّة والروحيّة والمعنويّة إليهم. 


الصوم هو زهد اختياري ، ودلالة على طاعة اللّه وشرائعه والعمل بفرائضه تعالى وذلك بالانقطاع الإرادي عن تناول أي طعام أو شراب مدة معينة من الزمن ، ثم تناول مأكولات خفيفة في مقدارها ، خالية من الدسم ، فيقتصر الصائم على أكل الحبوب ، والبقول ، والفواكه ، وزيوت النبات  ويمتنع  عن  أكل اللحوم  ونتاج  الحيوانات باستثناء السمك وسائر الحيوانات المائية.


الصوم درجات ثلاث فهو عام ، وخاص ، وخاص للغاية. 

أما الصوم العام فهو أن يمتنع الإنسان قطعياً عن الأكل والشرب النهار كله ، ويأكل الحبوب والبقول مساءً ، أو يمسك عن أكل لحوم الحيوانات ومنتجاتها فقط وذلك نهاراً. 

ولهذا الصوم قوانين… لأنه قد يمتنع الكثيرون عن الطعام عرضاً فلا يعدّون بين الصائمين.

أما الصوم الخاص فهو صوم المتوحدين… والصوم الخاص للغاية ، هو صوم الكاملين الذين يقرنون الصوم عن الطعام ، وصوم الحواس ، بصوم النفس عن الأفكار الرديئة.

والشرط الوحيد لهذا الصوم هو استئصال كل فكر دنيوي من أعماق القلب.

إن القصد من الصوم هو إضعاف قوة الجسد الشهوانية ، وترويض الإرادة على ضبط نزواته ، وإتاحة الفرصة الثمينة للروح لترتفع عن الأرضيات إلى السماويات فتتنقّى ، وتتطهّر ، وتعبر عن محبتها للّه تعالى وتفضيلها الحياة الروحية على الجسدية ، وبذلك تغلب الروح الجسد ، وبهذا الصدد يقول مار بولس الرسول :

"وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد ، لأن الجسد يشتهي ضد الروح  والروح ضد الجسد ، وهذان يقاوم أحدهما الآخر ، حتى تفعلون ما لا تريدون ".

"إن عشتم حسب الجسد فستموتون ، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون". آمــــــــــــين. 


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.