"وفي زمن الصوم الأربعيني، العمل هو أيضاً أن نتوقّف، لنصلّي، لنتقبَّل كلمة الله، ونتوقَّف مِثلَ السامري، أمام أخينا الجريح. محبّة الله ومحبّة القريب هي محبّة واحدة. نقف في حضرة الله ومع قريبنا"
ونرى الله في العهد القديم وتحديداً عند النبي هوشع كيف أدَّب الله شعبه ليُخرجه من عبودياته، ويعرفَ ما معنى الانتقال من الموت إلى الحياة.
ومثَل العريس يشدّنا إليه من جديد، ويهمس في قلوبنا بكلمات حبّه.
الله لا يتعب منّا.
ونحن بالاسبوع الثاني من زمن الأربعيني باعتباره الزمن القويّ الذي يوجّه فيه كلامه إلينا مرّة أخرى:
"أَنا الربُّ إلهكَ الذي أخرجكَ من أرض مصر، من دار العبودية".
إنّه زمن التوبة، وزمن الحرّية".
لا يريدنا الله أن نعبده كمُستعبَدين ، بل أن نحبّه كأبناء ، وكأبناء ، نأتي إليه نسأل ونطلب ونقرع بابه :
إنَّها دعوة مميَّزة لنيل عطايا الآب السماوي الـقـُدُّوس مؤيَّدَةً بوعدٍ من فم ابنه الوحيد ربّنا يسوع المسيح ، بأنَّ كلّ من يسأل ينال.
يُظهِر لنا يسوع في هذه الآيات كم هو متشوّق أن نسأله عمّا نرغببه ونتمنَّاه في قلوبنا :
"إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي.
اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً". هذه الكلمات فاه بها يسوع لتقوّي إيماننا وتجعله منبعاً للفرح والرجاء والثقة الكاملة بوعوده الإلهية.
يتفهّم الربّ يسوع احتياجاتنا ورغباتنا وكلّ ما نريده، فكيف لا نلمس تأكيد يسوع أنَّه يسمعنا نطرق الباب ويرانا ونحن نبحث عنه؟.
هي درجات الإصرار واللجاجة في الصلاة : فدرجة "إقرعوا" هي أعلى درجة، هي درجة الصراخ لله ليفتحلنا.
والعجيب أنَّ الله صوَّر نفسه هكذا صارخاً أو قارعاً لنفتح له قلوبنا:
"هاءنذا واقفٌ على الباب أقرعه، فإن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب، دخلتُ إليه وتعشَّيتُ معه وتعشّى معي".
فإن كان المسيح يقرع هكذا على أبواب قلوبنا، أفلا نثابر ونقرع ونصلّي إليه بإلحاح! الله نفسه يدعونا أن نطلب، ولأنَّه "الخير المُطلَق" يودّ أن يمنح خيراته وعطاياه للمؤمنين به وبقدرته ومحبّته الفائقة الوصف. آمــــــــــــين.