HTML مخصص
06 Apr
06Apr

المسيحيّ مدعوّ دوماً  إلى العودة إلى "صحراء" الخلوة مع الله.

أن يضع نفسه في الهدوء والسّكينة لخلق جوّ الصّلاة الملائم وليفتح قلبه على سماع صوت الربّ. 

وذلك عبر وسائل متعدّدة : إن  في غرفته أمام مذبح صغير ،  أو في الكنيسة  بزيارة القربان المُقدّس ،  أو  في زيارة  أماكن  الحجّ والمزارات.

ولكن أيضاً  وبشكل خاصّ  في الرّياضات الرّوحيّة الصّامتة.

زمن الصّوم  هذا هو  دعوة  متجدّدة  لنا  أن نسير  وراء  المسيح  يسوع  إلى الصّحراء حيث قاده الرّوح  لينتصر  على إبليس.


"بحث سمعان بطرس ومَن معه عن يسوع حتّى وجدوه".

نحن أيضاً  في زمن الصّوم الكبير  مدعوّون للبحث عن  يسوع في  كلّ  ظروف  حياتنا وحالاتها.

إذا وجدناه ، خلال  هذه  الأربعين  يوماً  من  الصّوم  والصّلاة والتّصدّق ، استطعنا  أن نحتفل  حقّاً  بعيد  فصحه الّذي  هو  فصحنا.

جاؤوا إلى يسوع بعد بحث طويل ، متوسّلين من أجل الجماعة : "الجميع يطلبونط" ، الصّوم الأربعينيّ  الطّويل هو  زمن البحث عن يسوع ، لأنّنا والناّس كلّهم بحاجة إليه.

في صلاتنا نحملهم جميعاً ، نتشفّع من أجلهم ، لأنّنا نشعر بحاجاتهم ليس فقط المادّيّة ، بل والرّوحية والمعنويّة  أيضاً.

كان جواب يسوع شعوراً  بحاجة النّاس إليه ، إلى محبّته ورحمته ، فأذكى في قلب سمعان ورفاقه روحاً  رسوليّاً ، إذ قال :

"لنذهب إلى مكان آخر ، إلى القرى المجاورة ، لأبشّر هناك ، فإنّي لهذا خرجت".

هذه دعوة موجَّهة لنا نحن أيضًا المسيحيّين ، أفرادًا وجماعات.  

قال : "لنذهب" بصيغة الجمع ، لأنّ في رسالتنا التّبشيريّة لسنا وحدنا ، بل هو من يرافقنا ويسير أمامنا ويدلّنا على الطّريق.

إلى أين يجب أن نذهب ؟  نذهب إلى الشّخص الّذي نلتقيه في يومنا : في البيت ، في العائلة ، مع الجيران ، في المحلّات المحيطة بالبيت ، في العمل ، مع الزّملاء ، مع الزّبائن... 

كلّ هؤلاء مطلوبون منّي.

تبدأ بشارتي بابتسامة محبّة ، ومن ثمّ بكلمة طيّبة ، وخدمة نزيهة صادقة ومساعدة قدر المستطاع ، ونصيحة مفيدة عند الحاجة.

"وطاف يسوع في كلّ الجليل ، وهو يكرز في مجامعهم ويطرد الشّياطين" ، كانت رسالة يسوع "التّبشير والشفاء".

وهذا ما نراه فاعلاً إيّاه : 

"يكرز ويطرد الشّياطين".

يربط الكتاب المقدّس مراراً عديدة طرد الشياطين بالكرازة.  

هذا ليس ربطاً  اعتباطيّاً.

بل إنّ الربّ يعلّمنا أنّ سماع الكلمة الإنجيليّة هو الذي يحرّرنا ؛ المهمّ أنّ نسمع الكلمة من مصادرها الموثوقة ، من السلطة التعليمية في الكنيسة ، من الأسقف ، مِن الكاهِن ، وليس من كلّ ما نجده على الانترنت والفيسبوك.

فالتعليم الصحيح ، الموافق عليه من السلطة الكنسيّة ، هو الذي يحرّرنا ويقوّينا على كلّ تجارب الشيطان.

من الضروريّ أيضاً في هذا الصوم أن يختبر المؤمن قوّة  "كلمة الله" ، ومدى فعاليّتها في حياتنا الشخصيّة.

في نهاية الصوم ، يجدر بالمؤمن أن يقوم بفحص ضمير متسائلاَ : 

"كيف تفاعلت مع كلمة الله ؟ ، وما هي الخطوة الجديدة التي حقّقتها ، من خلالها ، في حياتي وفي مسيرتي الروحيّة ؟".  آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.