"إفرحوا دائماً في الرب ، وأقول لكم أيضاً : إفرحوا".
هلمّوا ، أولادي الآحباء ، نلبّي دعوة رسول الأمم إلى الفرح.
هلمّوا نفتح قلوبنا لنِعَم القيامة ، فنقوم بفعل توبةٍ صادقةٍ ، أي نعود بثقةٍ بنويةٍ إلى أبينا السماوي الـقـُدُّوس بندامةٍ عميقةٍ ، كي ننال المغفرة ، فيملأنا الفرح ، كما غمرت السعادة قلبَ الإبن الشاطر ، إذ ضمّه أبوه إلى حضنه.
لِنُلقِ عن كاهلنا ثقلَ همومنا البشرية التي تنسينا دعوتنا الحقيقية أن نطلب أولاً ملكوت السماوات وبرّه وكلّ شيء يزاد لنا.
لنجدّد ثقتنا كاملةً بيسوع "القيامة والحياة "، فنسير معه على درب آلامه نحو جلجلة الفداء ، حيث اكتملَ أعظمُ حبٍّ عرفته البشرية ، ونضحي شهوداً أمناء لقيامته.
لِنسعَ ، أولادي ، كي نكون رسلاً لإنجيل الرب الخلاصي ، راسخين في الإيمان ، وثابتين في الرجاء ، ومتفانين في أعمال الرحمة والمحبّة.
صدى العيد في عالمنا اليوم ، انتصر ربّنا يسوع المسيح على الخطيئة والموت بقيامته ظافراً بعد أيّامٍ ثلاثة.
فحُقَّ لنا أن نحتفل معه بهذا العيد المجيد ، إذ يستحقّ شعبنا المضطهَد والمعذَّب منذ فجر المسيحية في هذا الشرق ، أن يرى النور المنبعث من القبر الفارغ مُشرقاً عليه ، وينعم بحياةٍ كريمةٍ ومستقبلٍ مستقرٍّ وسلامي.
فلا يزال أبناؤنا يعانون ، ولا تزال أوطاننا ترزح تحت وطأة الخراب والدمار والعذابات ، ما ينغّص فرحة العيد.
القيامة سلامنا
في القيامة ، تتهلّل كنيستنا بأناشيد السلام ، وهتافات التمجيد المفرحة.
كان يوم الجمعة محزناً ومؤلماً :
الحكم الإجرامي بالصلب ، الآلام والمسامير ، الشتائم والإهانات.
وإذا بالمعلّم الإلهي ينبعث حيّاً ، ويظهر لتلاميذه الحزانى الخائفين ، ليبشّرهم بـ "السلام" ، ثمرة الفداء المميَّزة.
كان التلاميذ في رعبٍ ، فلمّا رأوا الرب حيّاً فرحوا ، وبقدر ما كانوا في حزنٍ وقلقٍ شديدَين يوم الجمعة ، ازداد فرحهم يوم الأحد ، وتحقَّق قول الرب يسوع لهم : "ولكنّي سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحدٌ فرحكم منكم".
فبالقيامة لم يعُد الصليب عاراً وألماً ، بل أصبح إكليلاً ومجداً.
- لقد أعطتنا القيامة رجاءً في العيش مع المسيح ، فرحة القيامة هي أن نقوم معرالمسيح، لنحيا معه ، حيث يكون هو.
- القيامة عنوان الرجاء
الرجاء فضيلةٌ إلهيةٌ يحتاجها كلٌّ منّا ، نحن المؤمنين بقيامة يسوع فادينا ، فنقبل شروط الحياة في كلّ مراحلها ، منذ الصغر وحتّى النفَس الأخير! فهي الفضيلة التي تغذّي إيماننا وتنعشه ، كما أنّها تكلّل محبّتنا وتجعلها مثمرة.
يخبرنا متّى الإنجيلي أنّ مريم المجدلية ومريم الأخرى ذهبتا فجر الأحد إلى القبر ، فوجدتاه فارغاً وهناك قابلتا ملاك الرب الذي بشّرهما :