الله يريد منّا أن نطلب الأشياء التي لا تفنى، لا تلك الفانية.
يريد منّا أن نبتغي محبَّته كي تعمل فينا بقوَّة، فتزداد معرفته في عقولنا ومحبّته في قلوبنا، لنحظى بميراث الملكوت الأبدي.
يريد منّا أن نطلب القوَّة والمعونة لنغلب الشرّ والخطيئة، وأن نطلب الامتلاء بالروح القدس طوال مسيرتنا على هذه الأرض، فتفيض فينا مواهبه وعطاياه لمنفعة ذواتنا وإخوتنا.
والرب يسوع نفسه يؤكِّد حصولنا على هذه المواهب عندما نسأل أو نطلب من الآب باسمه، أو منه هو مباشرةً، أو من الروح القدس باسمه.
وهكذا ندرك أهمّية الصلاة في حياتنا، فهي تقوّي علاقتنا بالله، وتزيّننا بالفضائل، وتعزّز خدمتنا لأجل ملكوت الله، كما توطّد علاقاتنا بإخوتنا وأخواتنا، وتؤول إلى بنيان الكنيسة.
فالصلاة ليست فروضاً نؤدّيها بلا روح ولا عاطفة، بل هي مناجاة الأبناء إلى أبيهم السماوي، مصدرِ الخير والبركة، وهي نموٌّ مستمرٌّ في محبّته واغتناءٌ من روحه القدوس. هذا ما علينا أن نعيشه في زمن الصوم الكبير، فنعمل على تجديد علاقتنا بالله من خلال الصلاة والصوم وأعمال التوبة، وعلى تجديد علاقتنا بالقريب من خلال القيام بأعمال الخير والمحبَّة والرحمة.
فزمن الصوم هو زمن العمل.
"وفي زمن الصوم الأربعيني، العمل هو أيضاً أن نتوقّف، لنصلّي، لنتقبَّل كلمة الله، ونتوقَّف مِثلَ السامري، أمام أخينا الجريح.