التوبة التي هي باب الرحمة ودواء الخلاص، فالخطيئة تحرقها "نار الصلاة".
تلك النار التي تقيمنا من الموت.
التوبة تجمع عقلنا الذي بددته الأهواء.
وهكذا تبدو التوبة قيامة لنا نستبقبها قيامة المسيح.
التوبة على قول القديس يوحنا فم الذهب :
"تحوّل طبيعة الكائنات".
تبدأ التوبة بوعينا لحالة الخطيئة وبرجوع إلى النفس ثم برجوع إلى الله وهذا يختمه الاعتراف بالخطيئة.
على الانسان أن يعترف بأنه هو خاطئ وهو بملء إرادته وانه بحاجة إلى العودة إلى الآب السماوي الـقـُدُّوس.
الخطيئة حالة نفي من الفردوس اي الألفة مع الله.
انها أيضا النفي عن الذات.
نحن منفيون إلى "أرض الأهواء".
تدرك النفس اذا شعرت بالابتعاد انها مجردة عن الفضائل وتبكي على ذنوبها.
- الرجوع إلى الذات بحيث تتجرد عن اوهام العالم ، والمغريات اوهام. ويكون التحرر بالتقشف والتواضع الذي تحلى به العشار.
فاذا تركز الانسان على داخله ليدرك عمق خطيئته يتحول قلبه وتتغير رؤيته للعالم ويترك التشتت الذي كانت الأهواء تُحْدِثه فيه فيجد حركية طبيعته الاولى.
فاذا فهم الإنسان انه بعيد وانه قادر على العودة الى أبيه يترك فوراً الخطيئة.
هنا كترْكٌ جذريٌّ للخطيئة.
عند هذا الترك يحكم على نفسه.
عقله المستنير بالله هو القاضي أو المحكمة.
فمن رفض ان يتهم نفسه ووجد لنفسه أعذاراً هذا لا مجال لتوبته.
مثلاً أنْ يبرر أحدنا نفسه تلك خطيئة الكبرياء التي سقط فيها آدم.
آدم لم يُقرّ بمعصيته.
جعل حواء سبباً لها.
وحواء اتهمت الحية ولم تعترف.
أنْ أقول : "اخطأتُ" شرطٌ للعودة.
وحده الاعتراف ( قبل الإقرار بالخطأ في حضرة الكاهن ) يجعل التوبة حقيقية.
الاعتراف يتركز على الإيمان برحمة الله.
الغفران لا يأتي فقط من الندم ولكن من الرحمة الإلهية.
- الخروج من الخطيئة يفترض ارادة التحرر من وطأتها.
ليس من توبة بلا قرار واضح لعدم العودة إلى الشر.
طبيعة الانسان كما الله خلقها طبيعة صالحة.
الآب السماوي الـقـُدُّوس ينتظرنا ويفرح بعودتنا.
وهو الذي يحنّ علينا لينقلنا من الظلمة إلى النور.
فالعودة ممكنة لأن أبانا السماوي الـقـُدُّوس يحبنا ويحب عودتنا ، لأنه يريد ان يُشْرِكنا بخيراته وان ننتقل الآن من الموت الى الحياة.
- كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق.
كل شيء مباح لي ولكن لا يتسلط عليّ شيء.
ان الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة ، وسيبيد الله هذا وتلك.
اما الجسد فليس للزنى بل للرب ، والرب للجسد.
والله قد أقام إبنهُ من بين الاموات وسيقيمنا نحن ايضا بقوّته.
أما تعلمون أن اجسادكم هي هياكل للرب يسوع ؟
- أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها اعضاء زانية ؟ حاشى.
- أما تعلمون ان من اقترن بزانية يصير معها جسداً واحداً لأنه قد قيل يصيران كلاهما جسداً واحداً ؟
- اما الذي يقترن بالرب فيكون معه روحاً واحداً.
اهربوا من الزنى ، فان كل خطيئة يفعلها الانسان هي في خارج الجسد ، اما الزاني فانه يخطئ الى جسده.
ام ألستم تعلمون ان أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي نلتموه من الله وانكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتُريتم بثمن ؟ فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله. آمــــــــــــين.