فقد انتظر الرب نهاية السبت ليقوم في بداية اليوم الجديد ، معلناً نهاية الرمز وانطلاق المرموز إليه.
كأن النسوة وقد حملن الطيب وانطلقن نحو القبر يمثلن كنيسة العهد الجديد التي انطلقت من ظلمة حرف السبت إلى نور حرية الأحد ، تتمتع بعريسها شمس البرّ مشرقًا على النفوس المؤمنة ، محطمًا الظلمة.
- فإن من يلتقي مع الرب في صلبه ويرافقه طريق الألم حتى الدفن يحق له التمتع ببهجة قيامته.
- عيد الفصح هو عيدنا… ولم يعد بعد لليهود ، لأنه قد انتهى بالنسبة لهم ، والأمور العتيقة تلاشت.
- انطلقت النسوة نحو القبر ولم يكن يفكرن في الجند الحراس للقبر ولا في الختم، لأنهن تركن القبر قبل أن يذهب اليهود إلى بيلاطس يطلبون حراسة القبر وختمه.
- لقد نسى الكل أمام أحداث الصليب المرعبة أمر قيامته، لذلك كانت النسوة يفكرن في الحجر الذي يغلق باب القبر، ولم يفكرن في ذلك القادر أن يقوم والباب مغلق!.
- قام الرب والحجر مختوم على باب القبر ، وكما وُلد من البتول وهي عذراء كنبوة حزقيال. وأما دحرجة الملاك للحجر عن باب القبر ، فلكي تعلن القيامة جيداً ، لئلا إذا بقي الحجر مختوماً ، يُظن أن جسده في القبر.
يقول القديس يوحنا فم الذهب ، على هذا الحجر فيقول: ما هو هذا الحجر إلا حرفية الناموس الذي كُتب على حجارة ، هذه الحرفية يجب دحرجتها بنعمة الله عن القلب حتى نستطيع أن ننظر الأسرار الإلهية ، ونتقبل روح الإنجيل المحيي ؟.
- لقد تحول القبر كما إلى سماء تشتهي الملائكة أن تقطن فيه بعد أن كانت القبور في نظر الناموس تمثل نجاسة ، لا يسكنها سوى الموتى والمصابون بالبرص أو بهم الأرواح شريرة. ومن يلمس قبرًا يصير دنساً ، ويحتاج إلى تطهير. وكأن دخول الرب يسوع المسيح إلى القبر نزع عنه دنسه وحوّله إلى موضع بركة ، يشتهي المؤمنون في العالم كله أن يلتقوا فيه ، ويتمتعوا ببركة الحيّ الذي قام فيه.
- ظهر الملاك على شكل شاب ، وليس على شكل طفل أو شيخ ، فإنه إذ يكرز بالقيامة يقدم لنا في شخصه سمة الحياة المُقامة في الرب ، الحياة التي لا تعرف عدم نضوج الطفولة ولا عجز الشيخوخة. إنما هي دائمة القوة ، لا تضعف ولا تشيخ.
- ما جلوسه عن اليمين يرتدي حلة بيضاء ، فيدّل إلى حياتنا المقامة في الرب التي ترفعنا لتوجد عن يمين الله ، ونلبس حلة الطهارة والفرح.
- “أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب” ، وكأنه لا ة يستطيع أحد أن يتقبل رسالة القيامة في حياته الداخلية أو يلتقي بالرب يسوع المسيح القائم من الأموات ما لم يطلبه في أعماقه الداخلية.
- مع الرب يسوع المسيح كان قد قام لكن الملاك يلقبه : “الناصري المصلوب ” ، فكلمة “الناصري” تَرمز إلى تجسده حيث نشأ في الناصرة ، وصار ناصرياً ، وكأن قيامته أكدت تجسده ، وحققت الرسالة التي لأجلها جاء.
- أما دعوته “ المصلوب “ ، فإن القيامة لم تنزع عن الرب يسوع المسيح سمته كمصلوب ، إنما أعلنت قبول ذبيحة الصليب.
- القيامة جعلت ذبيحة الصليب حاضرة على الدوام تهب قوة قيامة لمن ينعم بالشركة فيها.
- لقد جاءت النسوة يملأ الحزن قلبهن ، لكن قيامة الرب يسوع حولته إلى فرح ، وأعطتهن إمكانية الكرازة بالقيامة لينطلق الكل نحو الجليل يلتقي بالقائم من الأموات حسب وعوده.
- جاءت الدعوة أن يلتقي الكل به في “ الجليل “ ، التي تعني “ العبور ”. فإن كان الربّ يسوع قام من بين الأموات إنما ليعبر بنا من الموت إلى الحياة ، ومن الألم إلى مجد القيامة ، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي صارت لنا فيه، آمــــــــــــين.