HTML مخصص
25 Apr
25Apr

فقد انتظر الرب نهاية السبت ليقوم في بداية اليوم الجديد ، معلناً نهاية الرمز وانطلاق المرموز إليه.

كأن النسوة وقد حملن الطيب وانطلقن نحو القبر يمثلن كنيسة العهد الجديد التي انطلقت من ظلمة حرف السبت إلى نور حرية الأحد ، تتمتع بعريسها شمس البرّ مشرقًا على النفوس المؤمنة ، محطمًا الظلمة.

- فإن من يلتقي مع الرب في صلبه ويرافقه طريق الألم حتى الدفن يحق له التمتع ببهجة قيامته.

- ⁠عيد الفصح هو عيدنا… ولم يعد بعد لليهود ، لأنه قد انتهى بالنسبة لهم ، والأمور العتيقة تلاشت.

- ⁠انطلقت النسوة نحو القبر ولم يكن يفكرن في الجند الحراس للقبر ولا في الختم، لأنهن تركن القبر قبل أن يذهب اليهود إلى بيلاطس يطلبون حراسة القبر وختمه.

- ⁠لقد نسى الكل أمام أحداث الصليب المرعبة أمر قيامته، لذلك كانت النسوة يفكرن في الحجر الذي يغلق باب القبر، ولم يفكرن في ذلك القادر أن يقوم والباب مغلق!.

- ⁠قام الرب والحجر مختوم على باب القبر ، وكما وُلد من البتول وهي عذراء كنبوة حزقيال.
وأما دحرجة الملاك للحجر عن باب القبر ، فلكي تعلن القيامة جيداً ، لئلا إذا بقي الحجر مختوماً ، يُظن أن جسده في القبر.

يقول القديس يوحنا  فم الذهب ، على هذا الحجر فيقول:  ما هو هذا الحجر إلا حرفية الناموس الذي كُتب على حجارة ، هذه الحرفية يجب دحرجتها بنعمة الله عن القلب حتى نستطيع أن ننظر الأسرار الإلهية ، ونتقبل روح الإنجيل المحيي ؟.

- لقد تحول القبر كما إلى سماء تشتهي الملائكة أن تقطن فيه بعد أن كانت القبور في نظر الناموس تمثل نجاسة ، لا يسكنها سوى الموتى والمصابون بالبرص أو بهم الأرواح شريرة.
ومن يلمس قبرًا يصير دنساً ، ويحتاج إلى تطهير.
وكأن دخول الرب يسوع  المسيح إلى القبر نزع عنه دنسه وحوّله إلى موضع بركة ، يشتهي المؤمنون في العالم كله أن يلتقوا فيه ، ويتمتعوا ببركة الحيّ الذي قام فيه.

- ⁠ ظهر الملاك على شكل شاب ، وليس على شكل طفل أو شيخ ، فإنه إذ يكرز بالقيامة يقدم لنا في شخصه سمة الحياة المُقامة في الرب ، الحياة التي لا تعرف عدم نضوج الطفولة ولا عجز الشيخوخة.
إنما هي دائمة القوة ، لا تضعف ولا تشيخ.

- ⁠ ما جلوسه عن اليمين يرتدي حلة بيضاء ، فيدّل إلى حياتنا المقامة في الرب التي ترفعنا لتوجد عن يمين الله ، ونلبس حلة الطهارة والفرح.

- “أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب”  ، وكأنه لا ة يستطيع أحد أن يتقبل رسالة القيامة في حياته الداخلية أو يلتقي بالرب يسوع  المسيح القائم من الأموات ما لم يطلبه في أعماقه الداخلية.

- ⁠ مع الرب يسوع  المسيح كان قد قام لكن الملاك يلقبه  : “الناصري المصلوب ” ،  فكلمة “الناصري” تَرمز  إلى تجسده حيث نشأ في الناصرة ، وصار ناصرياً ، وكأن قيامته  أكدت تجسده ، وحققت الرسالة التي لأجلها جاء.

- ⁠ أما دعوته “ المصلوب “ ، فإن القيامة لم تنزع عن الرب يسوع  المسيح سمته كمصلوب ، إنما أعلنت قبول ذبيحة الصليب.

- ⁠القيامة جعلت ذبيحة الصليب حاضرة على الدوام تهب قوة قيامة لمن ينعم بالشركة فيها.

- ⁠لقد جاءت النسوة يملأ الحزن قلبهن ، لكن قيامة الرب يسوع  حولته إلى فرح ، وأعطتهن إمكانية الكرازة بالقيامة لينطلق الكل نحو الجليل يلتقي بالقائم من الأموات حسب وعوده.

- ⁠ جاءت الدعوة أن يلتقي الكل به في “ الجليل “  ، التي تعني “ العبور ”.
فإن كان الربّ يسوع  قام من بين الأموات إنما ليعبر بنا من الموت إلى الحياة ، ومن الألم إلى مجد القيامة ، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي صارت لنا فيه، آمــــــــــــين.

المسيح قام  ، حقًّا  قام.


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.