HTML مخصص
05 Mar
05Mar

زمنُ الصّوم الكبير مسيرةٌ روحيّة نستعدّ خلالها للعبور مع فصح المسيح إلى حياة جديدة، عبر توبة القلب وثمارها.

فلمّا بدأ يوحنّا المعمدان رسالته في إعداد القلوب والنّفوس للمسيح الآتي، ممارسًا معموديّة الماء للتوبة، قال للآتين إليه طالبين هذه المعموديّة: "أثمروا ثمرًا يدلّ على توبتكم" هذه الثّمار هي أربع : السَّير في نور الحقيقة، والصّلاة، والصّوم، والصّدقة.

والتّوبة وثمارها تجعل من الصّوم الكبير زمنًا مقبولاً لدى الله، يجدّدنا مع الطّبيعة الّتي ، من بعد أن تعرّت من عتيقها في زمن الشّتاء ، تلبس ثوب الرّبيع من أجل مواسم العطاء.


التوبة ضروريّة ولا غنى عنها من أجل خلاص الإنسان.

فقد دعا إليها الربّ يسوع في أوّل عظة له ، بعد اعتماده وصومه أربعين يومًا، إذ نادى : 

"تمّ الزمان واقترب ملكوتُ الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل".

وفي موضع آخر نبّهنا بشدّة :

"إن لم تتوبوا، فجميعكم تهلكون".

وبطرس الرّسول في عظته الأولى ، التي شرح فيها موت يسوع مصلوبًا ليخلّص كلّ مَن يدعو باسمه ، عندما سأله الحاضرون المتأثّرون بكلامه : 

"ماذا يجب علينا أن نعمل؟" 

أجاب :

"توبوا، وليعتمدْ كلُّ واحد منكم باسم الربِّ يسوع ، فتُغفر خطاياكم ، ويُنعم عليكم بالرُّوح القدس".

وكذلك بولس الرسول خاطب أهل أثينا قائلًا :

"إذا كان الله غضَّ نظره عن أزمنة الجهل ، فهو الآن يدعو الناس كلَّهم ، في كلّ مكان إلى التوبة ، لأنّه وقّت يومًا يدين فيه العالم كلَّه بالعدل".

يدعونا يعقوب الرّسول :

"لعدم الاكتفاء بسماع كلام الله من دون العمل به ، لئلّا نخدع نفوسنا. فمَن يسمع الكلام ولا يعمل به يشبه الناظر في المرآة صورة وجهه ، فهو ينظر نفسه ويمضي ، ثمّ ينسى في الحال كيف كان" (يعقوب ١ / ٢٢ - ٢٤). آمــــــــــــين. 



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.