HTML مخصص
13 Mar
13Mar

زمن الصوم هو مسيرة توبة، أي عودة روحية نادمة إلى الله، بالروح القدس، فيها نسمعُ كلامه المحيي كي يشعّ بنوره في حياتنا، فنكتشف نقائصنا وخطايانا، ونتوب بالنقاوة والوداعة، ونعقد العزم على التغيير.

وكما اقتاد الروحُ القدوسُ ربَّنا يسوع إلى البرّية ليصوم أربعين يوماً ويُجرَّب من إبليس ويختم صومه بانتصاره الرائع على المجرِّب".


هكذا يقود الروحُ الكنيسةَ في الزمن، ويرافقنا ويهدي خطانا في صحراء هذا العالم، وبخاصَّةٍ في زمن الصوم، لنختبر مع يسوع المسيح نقصنا وضعفنا، وحاجتنا إلى التوبة والتجدُّد. 


فالصوم هو زمن التوبة والاعتراف بخطايانا، لتتمّ مصالحتنا البنوية مع الآب السماوي الـقـُدُّوس.

عندئذٍ نعيش فرحين فِصحَ الربّ، بالعبور إلى حياةٍ جديدةٍ أَنْعَمَتْبها علينا قيامةُ المخلّص.

إنَّ الروح يقرّبنا من الله، الذي يقول في الكتاب المقدس: 

"أقودها إلى البرّية وأخاطب قلبها".

الصوم الكبير زمن مقدّس، والكنيسة أمّنا تدعونا وتوصينا في واحدة من وصاياها السبع أن نحافظ على ممارستنا للصوم - كلٌّ بحسب مقدرته - بقلبٍ عامرٍ بالمحبّة لله خالقنا، وبالفرح والرجاء تشبُّهاً بالرب يسوع مخلّصنا.

الصوم، لكونه "انقطاعاً" عن الطعام لفترة محدَّدة من اليوم، تمتدّ من منتصف الليل حتّى الظهر، ثمّ "قطاعةً" تقوم على الاكتفاء بتناوُل الأطعمة الخالية من المنتَجات الحيوانية، فهو مسيرةٌ روحيةٌ تحثُّنا على النظر بصدق في نهج حياتنا على ضوء تعاليم الإنجيل المقدس، على مدى أربعين يوماً نستعدّ فيها لاستقبال عيد قيامة الرب. 

الصوم زمنٌ فريدٌ للالتزام الروحي والتقشُّفي العميق القائم على نعمة المسيح الذي يجدّد لنا الدعوة : 

"توبوا وآمنوا بالإنجيل" . آمــــــــــــين. 


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.