HTML مخصص
26 Apr
26Apr

"قام المسيح ، حقاً قام " هي البُشرى العظيمة في المسيحيّة ! ، لأنَّها تأكيد لقيامتنا معه !  وأجمل هتاف ونشيد تصدح به حناجرُنا بأكثر ما يكون من الحماسة والاندفاع وبأعلى أصواتنا ، هو نشيد القيامة المجيدة : " المسيح قام من بين الأموات ، ووطئ الموت بالموت ، ووهب الحياة للذين في القبور ".

مار بولس الرَسول هو المُبشِّر الأعظم بقيامة المسيح.

إنَّه حقًّا رسول القيامة !  ويؤكِّد لنا أنَّنا لسنا فقط نحتفل بقيامة يسوع المسيح ، بل نحن قمنا مع المسيح ، إنَّنا نحتفل بقيامتنا نحن أيضاً.

ولذا يُحرِّضنا  مار بولس الرَّسول قائلاً  : "  لقد قمتُم مع المسيح ؟  طلبوا إذن ما هو فوق ، حيث المسيح يُقيم جالساً  عن يمين الآب  السماوي الـقـُدُّوس.

إهتمُّوا لما هو فوق ، لا لما هو على الأرض ، لأنَّكم قد مُتُّم  (للعالم)  وحياتكم مخفيّة  مع المسيح في الله. 

- ومتى ظهر المسيح الذي هو حياتنا ، فحينئذٍ تظهرون أنتم أيضاً  معه في المجد ".

- ⁠ القيامة هي موضوع لا صليب بلا قيامة  ! ولا قيامة بلا صليب !.

        لكُلِّ صليبٍ قيامة! ولكُلِّ قيامةٍ صليب !
ترتبط القيامة بالصَّليب ، والصَّليب بالقيامة : صليب فقيامة... وقيامة يسبقُها صليب. 

هذا ليس مُجرَّد "طقس ليتورجي"، وعبقريّة ليتورجيّة. بل هذا هو التَّعبير الأسمى لواقع حياة   الإنسان.

ونقول للإنسان ، لكُلّ إنسان : إكتشِفْ في كُلِّ صليب بذورَ بدء القيامة ، كما تكتشف في كُلِّ ظُلمةِ ليلٍ مطلعَ الفجر ! وفي عُمقِ ألمِكَ ، ثِقْ أنَّ القيامة لَكَ ولصليبِكَ.

والمسيحي ليس فقط يؤمن بقيامة الربّ يسوع المسيح ويفتخر بها ، ويُدافع عن حقيقتها ، بل هو إنسان  يؤمن أن يكون بدوره  ؟ ، عاملاً في سبيل قيامة الآخر ، وأسرته ، وأترابه ، ومواطنيه ، والمجتمع عموماً... بحيث يُحقِّق قول الربّ يسوع المسيح : " إنَّما أتيتُ لكي تكون لهم الحياة وتكون لهم أوفر" ( يوحنّا ١٠/١٠ ).

لا بل عقيدة القيامة وإيماننا بها ، يعني العمل اليومي في سبيل القيامة اليوميّة ، في الحياة اليوميّة ، ومن خلال حياتنا اليوميّة.

ولذا لُقِّبَ المسيحيُّون الأوَّلون وبخاصَّةٍ في بلاد إنطاكيّا وسائر المشرق  ، لُقِّبوا بكونهم "أبناء القيامة".

فأصبحت القيامة نَسَبَهُم وأسرَتِهم المسيحيّة ، وجزءً لا يتجزَّأ من شخصيَّتهم وهويَّتِهِم !.

فالقيامة تبدأ مع المسيح.

وتبدأ هنا في حياتنا الأرضيّة ، ولكنَّها تتحقَّق نهائيّاً بكمالها في السَّماء. 

- فالقيامة ليست فقط أساس إيماننا وهي في أساس معتقداتنا المسيحيّة ، بل هي أساس خلقيَّتنا  ، والتزامنا في الكنيسة ، وفي المجتمع ، بحيث نكون صانعي قيامة ، وخدَّامَ الحياة.

- يتساءل مار بولس الرَسول  في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس : "ولكن يقول قائل : كيف يقوم الأموات ؟" ، ( ١ كورنثوس ١٥ / ٣٥ ).

لقد حاولنا أن نشرح هذا التَّساؤل من خلال تعليم مار بولس الرَسول.

ونُحبّ أن نُجيب على هذا التَّساؤل الذي يدور في رأس وفكر الجميع وليس فقط في رأس البعض. آمــــــــــــين.

المسيح قام  ، حقًّا  قام.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.